كثير ما نسمع هذه الأيام عن البدء في التهيئة لعملية الحوار مع الشباب في الساحات بهدف إخلاء الساحات ورفع الاعتصام داخل الجمهورية وكأن الأمر قد انتهى والدنيا في سلام وصالح رحل والأمن المركزي بيد الشعب والحرس الجمهوري تحت سيطرة وزارة الدفاع، يا للعجب أصبح هم الأحزاب الساحات قبل كل شيء، فهذا يبدأ في العمل والشغل ورسم خطط وبرامج وأهداف للتخلص من الساحات، وآخر يبدأ يخرج أوراقة للبحث عن بدائل للشباب في الساحات وآخر يفكر كيف سيحل العقدة ويقوم بسحب الشباب من الساحات, والآن أدركت لماذا الساسة من النخبة السياسية المتمثلة من الأحزاب جعلوا الثورة ليست ثورة ولا جعلوها انتفاضة على اجتثاث الفساد, جعلوها حلماً وتحت ضغط هذا الحلم, حصلوا على 50% وهذه النسبة لم يحصلوا عليها في عهد صالح, وتناسوا أن الثورات لست قسمة على كراسي ومناصب وأن الثورات هي التغيير نحو الأفضل,ولكن تحت مبرر حقن الكرسي عفواً "حقن الدماء" تم التقاسم والتفكير بالمصلحة قبل الوطن، لأنه من شعار النخبة تأتي مصلحتك من مصلحتي,ولهذا أصبح التحرك السياسي داخل الوطن مهماً للقادة وامتصاص حماس المواطنين مهماً لدى رغبة الجميع, وأصبح النضال السلمي داخل هذا الوطن والصدور العارية مشهداً من مشاهد حماسية وكأننا نعيش في مسلسل درامي قربت النهاية فيه، فأي حوار سوف يكون ناجحاً والطرف الأول فيه شاب تحت ولاء وطاعة الوالي يأكل " الفاصوليا" وينام على تسبيح الوالي والطرف الثاني للحوار لا أدري من هو هل هي دول الخليج التي رسمت المبادرة بتقاسم السلطة في اليمن بين الأحزاب أم إخواننا في حكومة الوفاق الذين كانوا بالأمس موجودن معنا بالساحات، أم أنها سوف تأتي إلينا حكومة الوفاق ممثلة بمن كانوا في الأمس متهمين بقتل الشهداء وناهب ومختلس المال العام وكانوا الركن الأساسي في الوقوف ضد الثورة وتدمير البلد وما زالوا حتى اليوم يستعرضون عضلاتهم وفتوتهم على الشعب من مرورهم في داخل البلاد شماله وجنوبه مدنه وأريافه وهم مدججون بمختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة دون مراعاة لحقوق الإنسان التي كفله الدستور والقوانين.
كيف نتحاور وعلى ماذا نتحاور؟ كيف أتحاور مع من يقتل حمامة السلام بيننا ويوقع عهد الحوار بدم هذه الحمامة؟ على ماذا يتم محاورة الشباب في الساحات؟
هل تحققت أهداف الثورة ولو جزء حتى بند عملية حوار الشباب؟ هل تم إيداع السفاح وأفراد عائلته خلف القضبان لمحاكمتهم؟ هل تم إيداع قتلة الشهداء في السجون لينالوا جزائهم العادل هل تم نزع السلاح من أيادي الفاسدين من القادة العسكريين والقبليين وجعل هذا السلاح سلاح دولة لا قبيلة؟ هل تم إقالة الفاسدين ومحاكمتهم واستعادة أموال الشعب؟ هل تم تسوية قضية أبناء الجنوب الذي دمر وطنهم تحت مسمى الوحدة وانتهاك ممتلكاتهم دون ردع وهل قضية صعدة تم النظر إليها؟..
بدون الإجابة والحلول لهذه الأسئلة ليس هناك نجاح لأي حوار ولا استقرار لهذا الوطن ولن يتم حوار شامل لكل مكونات الشعب كما هو متفق عليه وعليكم أن تدركوا أن القتلة اليوم يعيشون في أفضل القصور بحماية أمنية مشددة وهذه الحماية تتقاضى رواتبها من أموال الدولة، بينما هناك نازحون من أبين يحتاجون ولو لكسرة خبز وسكن ينامون فيه..
إن اللصوص والقتلة من أفراد عائلة صالح, وصالح نفسه يعيش اليوم على أموال الشعب التي نهبوها دون تحريك ساكن والمطالبة بتجميد أرصدتهم.. إن البلاطجة اليوم الذين بالأمس صوبوا أسلحتهم إلى صدور الشعب يمرحون وسط شوارع المدن دون أي ردع لهم، وإن المتاجرين بثروات الشعب يتجولون خارج الوطن في حرية تامة إن لم يكون لهم توديع رسمي في مطارات اليمن.
على الساسة أن لا يرتكبوا الأخطاء مرة ثانية بعد أن عملوا على تقزيم الثورة ولم يتركوها في حالها كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع ناقته في المدينة عندما حاول جرها الأنصار وقال لهم : دعوها إنها مأمورة.
ونقول لهم: ما لهذا خرجنا في الثورة وما لهذا كانت مطالبنا.
محمد الحجافي
الحوار.. والتقاسم المشترك!! 1734