لن يجد اللصوص مجالا ً للتدمير
الثورة قيم وأخلاق والتسامح واحترام الآخر والصبر عليه هي قيم تحمي ثورتنا وبلادنا.. إن الكلمة الحسنة والفعل الحسن ورد السيئة بالحسنة هي الحضارة الحقيقية للثورة..فلا تفرطوا بأخلاقكم ولا بتسامحكم، لأنها تحمي الثورة والوطن، أما بالنسبة للتحدي الأمني فهو من أهم التحديات التي تواجه محافظة تعز وغيرها من محافظات الجمهورية وتعز بالتأكيد أكثر المحافظات قدرة على استيعاب هذه القضية بعكس ما يروج لها الحاقدون، لأن تعز بأبنائها وتضامنهم وحصارهم للبلاطجة وقطاع الطرق يستطيعون القضاء على الانفلات الأمني بالتعاون التام مع الأجهزة الأمنية ...والأيام القليلة الماضية سجلت تقدماً سواء في انخفاض نسبة التقطعات أو النهب ..وكل فرد يساهم بما يستطيع لحصار الانفلات والمجرمين أو النهابة على مستوى الحارة والقرية وكل شارع ..ولن يجد اللصوص مجالا ً لتدمير المدينة والمحافظة وكل اليمن.
الثورة قيم تترسخ في النفوس:
البعض قد يستنكر طول الفترة التي مضيناها في الثورة، لأننا كنا نريدها سريعة ...والقضية لا تقاس بالزمن وإنما بالنتائج، ولعل حكمة الله وإرادته أن يطول أمد الثورة حتى يستطيع الشعب أن يهدم قيم الاستبداد الثقافية والنفسية وأن يبني قيماً للثورة والحرية في نفسه لكي يبني مستقبلاً جديداً لا يقف عند تغيير الأشخاص وإنما عن تغيير القيم والأخلاق ..نحن الآن ندفع ثمن سكوت آبائنا وأجدادنا ونصنع تاريخاً عظيماً يستحق من الصبر وها هي الثورة تتقدم كل يوم ومع تقدمها نحب أن يكبر صبرنا وطموحنا وأن يترسخ وعينا حتى نتابع قيم الثورة عند بناء الدولة ومراقبة من نختارهم حكاماً.
لهذا أقالتني الأستاذة
في الوقت التي تمر فيه البلدان العربية بثورات الربيع العربي والمتغيرات التي أدت إلى سقوط بعض الديكتاتوريات العربية، كنت مندوبا ً في أحد المعاهد التي أدرس فيه اللغة الإنجليزية وعند وصولي إلى المعهد واجهت أستاذتي المبدعة.. ناقشتني ببعض الأمور المتعلقة بالفصل والطلاب، بعدها قالت لي الأستاذة سوف أتخذ قراراً اليوم ولكن إنتبه أن تزعل؟ قلت لها ببرودة: أفعلي ما ترينه.. صحيح دخلنا إلى القاعة أنا والطلاب وقبل أن ندخل في جو المحاضرة بدأت الأستاذة في شكري وأثنت عليا كثيراً على المجهود الذي قدمته للفصل ووصفتني بالمسكين الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه(طيب القلب)! وذلك بسبب أنني كنت أحاول دائماً أن أبتعد عن أي مشادة كلامية مع زملائي ولأنني شخص لا يحب الفوضى في أماكن العلم، يقول الشاعر:-
لا تحقرن صغيراًً في مخاصمةً إن البعوضة تدمي مقلة الأسدِ
ولهذه الأسباب قامت الأستاذة بإقالتي:-
*أنا لست بلطجياً ولساني معتدلة ولا أحاول أن أستفز أي شخص والفصل محتاج إلى مندوب بلطجي، إحنا في سوق عصيفرة لبيع (القات).
*كنت أستشعر حجم المسؤولية وعندما كنت أطبع أوراق الأنشطة للطلاب، كنت أتفاوض مع صاحب المكتبة وأجعله يعمل تخفيض يصل إلى30%.
*حضوري المبكر إلى القاعة وتهيئة القاعة للتدريس .
*صعودي إلى المندبة بحصولي على الأصوات الأكثر في القاعة.
في الأخير:
السؤال الذي يطرح: هل أي شخص نزيه طيب يتم إقالته وإبداله بشخص بلطجي ونحن دائماً شعب يتكلم عن الإقصاء والتهميش ولكن في الوقت نفسه كل منا يمارس الإقصاء والتهميش حسب مزاجه وهواه؟!.
أنا صراحة لم أزعل من قرار إقالتي !لكن الذي آثار استغرابي هل كان هذا القرار من تلقاء أستاذتي ؟أم كانت هناك أجندة مدعومة من الداخل بحكم انتمائي لأحد المكونات الثورية.