لم تحظى الحالمة تعز بأي رعاية واهتمام.. بل تم تهميشها ومحاولة تركيعها وتحويلها إلى قرية ومطاردة أبنائها.
إنه تدمير مقصود ومنظم.. عوملت كمديرية أو محافظة من المحافظات التي لا تبلغ سكانها أكثر من مائتي ألف وليس خمسة ملايين مواطن تقريباً.
لقد كان مطار تعز وميناء المخاء خلية نحل ورحلات يومية داخلية وخارجية، إضافة إلى حركة نشطة في ميناء المخاء الذي كان يعمل فيه الآلاف من العمال في الستينات والسبعينات.. حتى جاء نظام الفساد ومن أجل تحويل المحافظة إلى قرية..
وكان لابد من إغلاق وتعطيل مطار تعز وميناء المخاء كرئتين تتنفس المحافظة والمحافظات المجاورة ومرت سنوات تحول ميناء المخاء التاريخي إلى خرابة وممر للتهريب والذي كان يعمل لصالح نظام الفساد..
كما عطل مطار تعز وقلت الرحلات الداخلية وعطل أمام الرحلات الخارجية كل ذلك من أجل تجهيل وتدمير تعز، لأنه كان يرى في تعز نموها وازدهارها خطراً على مشروعه العائلي المتخلف، فحاول قتلها وإماتتها.. لم تمت تعز وإنما تحولت إلى كتلة لهب أحرقت أعداءها.
لقد كانت تعز عاصمة اليمن الفعلية.. أيام الأمام أحمد وكما كانت كذلك أيام (الأرياني ) ومقر شبه دائم للرؤساء، وكانت القنصلية متواجدة والحركة السياسية والتجارية تنمو بسرعة وكذا أيام الرئيس الشهيد (الحمدي) حتى جاء نظام الفساد، فكان رد المعروف على شكل التدمير التعمد والإلغاء والتهميش، ومحاربة أبنائها الأقوياء وأصحاب الكفاءات.
أخيراً.. إلى حكومة باسندوة المتواجدة حالياً في تعز عند مغادرتكم تعز لا تبهركم فخامة مطار تعز الدولي، ومواصفاته العالمية وخدماته المتقدمة، وزخمة حركة الطيران فيه فهذا حاله منذ عقود.. ومن يتفاجأ منكم ويصاب بالتعجب، فإن الطواقم الطبية المجهزة بأحداث الإسعافات الأولية جاهزة لنقله على وجه السرعة إلى المدينة الطبية القطرية القريبة من المطار.. هذه الزيارة تجربة لكم، إما لكم أوعليكم.. وتذكروا أن من يبعث السرور بمجيئه وأقواله، عليه أن يبعث السرور عند غيابه بأفعاله.. رافقتكم السلامة .. اتركوا لنا أفعالكم حتى تذكركم تعز بخير.
رفعت فؤاد العبسي
ميناء المخاء ومطار تعز بين الإقصاء والتهميش 1991