الفلتان الأمني كالمياه العكرة،تصاد فيه العائلة والمحسوبون عليها، حيث يمثل مناخاً ملائماً تعيش فيه وتتكاثر في محيطه...لأنها ترى أن نجاحها يكمن في إفشال الحياة العامة للناس،ليعم الرعب في المدن،ويسيطر الخوف في شوارعها وتسود الفوضى. ترك الحبل على الغارب أمر مرفوض،وجعل مصير حياة الناس أو ممتلكاتهم تتحكم فيهم بعض الدراجات النارية و قناصيها أمراً ممقوتاً ينبغي الحذر والتحذير منه.. فهناك ما يربوم على مائتي دراجة نارية بدون أرقام،هدية من صالح لتعز بطريقة سرية ليمارس البلاطجة مهنة اصطياد البشر عليهما.
الفوضى مرتع خصيب لتصفية الحسابات والخلافات الشخصية،حيث تمارس الجريمة في الخفاء،ويقتل المجرم غريمه ويمشي في جنازته مستفيداً من الوضع المتدهور، الفوضى تجعل اللصوص يسرقون باسم العدالة،وقُطاع الطرق ينهبون باسم الرجولة والشجاعة، والبلاطجة يعيثون فسادا ً باسم الثورة والثوار...الثورة والثوار بريئون منهم براءة الذئب من دم بن يعقوب،وبعيدون ومترفعون عنهم كما السماء والأرض..لأن الثوار شرف ومبدأ وأصحاب قضية والثورة هدف وغاية.
ينبغي على أبناء تعز خاصة واليمن عامة أن يتحملوا مسؤولياتهم ويكونوا عند مستوى الثقة والأمل المرجوين، لأن الأمن والخير يتطلب جهوداً مشتركة،وتعاون الجميع...حتى تعيش تعز واليمن بهدوء دون إزعاج،ويكون ليلها طمأنينة وسكوناً، ونهارها سعياً وعملاً..ومن يتمتع بسلامة النفس فإنه بالطبع غير مزعج لا بالنسبة إلى نفسه ولا بالنسبة للآخرين..وعندما يتناول الجميع الأمن فإنه ينبغي المحافظة عليه من أجل المصلحة العامة.
وخطوة جيدة قبل أيام نفذت أول عملية للانتشار الأمني لحفظ الأمن في تعز وتصفية مظاهر السلاح وإنهاء التقطعات وسرقة السيارات والنهب والبلطجة التي يقوم بها بلاطجة وقطاع طرق وضعفاء نفوس استغلوا الوضع لإقلاق المدينة، بعضهم بدافع نفسي وطبع إجرامي وبعضهم بدافع من بقايا النظام الذي لاشك خطط للجريمة والفوضى في المدن اليمنية وفشل فشلا ً ذريعاً، بسبب تماسك اليمنيين والانتشار الأمني الذي قوبل من الجميع بالترحاب والتعاون من المواطنين والأحزاب وحماة الثورة، فلا أحد يريد أن يسمع بجريمة نهب واحدة أو ترويع..لا أحد يريد أن يرى مسلحا ً واحدا ً في المدينة..هاهو الانتشار يقابل بالترحاب، لأنهم يعلمون أن هؤلاء ليس قتلة ؟!. محذرين من اندساس لبقايا النظام الذين سيحاولون إفشال أي شيء يؤدي للاستقرار لو استطاعوا لكنهم مندحرون والشعب منتصر.
رفعت فؤاد العبسي
تأملات ..... 1879