جميعنا يعلم أن المعلمين هم بمثابة الرسل الذين يوصلون لنا رسائلهم العلمية كي نستفيد منها ونطبقها في حياتنا كي نرتقي بأنفسنا وبمجتمعنا.. ولكن هل يجوز لنا أن نقف لمعلم لا يؤدي رسالته على أكمل وجه أو يؤديها ناقصة لا ليبرئ ذمته بل لتأدية واجبه العملي فقط؟ وما بالنا إذا كان هذا المعلم دكتوراً في الجامعة.. الجامعة التي تحوي شباب المستقبل الذين يجب أن يحصلوا على تحصيل علمي كبير وتأهيل معنوي عالٍ؟ فنجد العديد من دكاترة الجامعات يمتازون بالدكتاتورية في التعامل مع الطلبة فيكتفي فقط بقراءة المنهج المقرر كما هو دون إضافة خبرته والمعلومات التي يمتلكها المتعلقة بهذا المنهج، فنجد المنهج جافاً غير مفهوم وبالتالي يصعب تقبله والاجتهاد فيه وقد يؤدي هذا إلى رسوب عدد كبير من الطلاب والسبب معروف.
أو قد نجد بعض الدكاترة لا يقدمون حتى المنهج المقرر، فيكتفون بلمحة مختصرة عن مواضيعه في كل محاضرة بحجة أن طلاب الجامعة عليهم البحث لفهم كل هذه المواضيع وأنهم الآن في مستوى يسمح لهم فهم كل ما يتلقونه حتى لو لم يتم توضيحه.. وهذا أكبر خطأ يقع فيه المعلم.. لأن العلم ليس له مستوى معين فقد نجد العديد من خريجي الجامعات ذوي عقول فارغة أو مليأة بالمعلومات لكن غير مفهومه ..ويصبح المعلم هو الشماعة التي يعلق عليها الخريجون أخطاءهم بسبب عدم ملئهم لهذه العقول بالمعرفة والفهم المطلوب.
وقد نجد الكثير من دكاترة الجامعات يجعلون من موادهم الصعبة والجافة أداة لاستغلال الطلاب أو جذب الجنس اللطيف على وجه التحديد، فقد يصل الأمر إلى وجود علاقات قوية بين الدكاترة والطالبات ظناً منهم أنهم بذلك سينجحون في مادته أو الحصول على أعلى الدرجات دون مذاكرة وتعب، مع أنهم بحصولهم على هذا كله قد تخلوا عن أهم شيء وهي الكرامة واحترام زملائهم لهم.. فا أتعجب من فتيات يضحكن عند حصولهن على درجات لا يستحقينها في بعض المواد مع أنهن من المفترض أن يبكين على ما دفعنه مقابل ذلك... حقيقة قد أصبحنا نعيش في زمن عجيب فبعد أن كان المعلم رمزاً للإجلال والوقار والهيبة أصبح كالارجوز يقدم عروضاً لكسب إعجاب الجماهير ..أقصد الطلاب ، فأوجه رسالة إلى كل معلم في مختلف المراحل الدراسية وخصوصاً دكاترة الجامعات(أن السلاح الذي بين أيديكم هو العلم وعنيت كلمة سلاح لأنه ذو حدين فقد يستخدم في خدمة الطلاب وقد يستخدم في تدميرهم،فبالعلم ترقى الشعوب وهو بمثابة حلقة الوصل بين المعلم وتلاميذه، فعليكم أيها المعلمون أن تؤدوا رسالتكم العلمية بالوجه الصحيح كي نقف إجلالاً وتعظيماً لكم).