على امتداد فترات ممارسة الرياضة، وتفرعاتها المتعددة والمختلفة، ظل الأداء الرياضي العام سواء كان على صعيد الأندية الرياضية أم الاتحادات الرياضية العامة
وفروعها في المحافظات حبيس الإيقاعات الرتيبة إلى حد الملل، مما جعل الممارسة الرياضية بعيدة كل البعد عن جوهر الممارسة الرياضية العامة، وكذا إجمالي
أهدافها العامة والخاصة المرجو تحقيقها على كل المستويات والأصعدة المختلفة والمقامات.
لذا لم يكن من المستغرب أن يواصل العطاء الرياضي العام ارتباطه الوثيق الصلة بعوامل الإخفاق والإحباط، الأمر الذي أدى بالمقابل إلى افتقار الممارسة الرياضية
إلى المصداقية والمنطقية والواقعية، وذلك نظرا لانغماس الممارسة الرياضية حتى الأذن في أجواء من العشوائية والمزاجية والارتجالية.. مما ضاعف من صعوبة
الموقف، تلك النظرة القاصرة من قبل المسئولين وذوي الشأن إلى الممارسة الرياضية باعتبارها ممر (لعب عيال) ومضيعة للوقت.. لتظل الممارسة الرياضية لفترات
طويلة من الزمن على هامش الاهتمام الرسمي الذي يقدم فقط كإسقاط واجب.
وهكذا اتسمت الممارسة الرياضية العامة بالتأرجح والتدني والعبد عن الآمال والطموحات، ولعل أبسط دليل على هذا التأرجح الذي بلغ مراحل الخفاق الرياضي
الشامل الملازم لإجمالي مشاركاتنا الرياضية الخارجية في المحافل العربية والقارية والدولية على صعيد الأندية والمنتخبات الرياضية المختلفة، حيث تحولت كل
مشاركاتنا الرياضية الحراجية إلا فيما ندر (والنادر لا حكم له) كما يقال إلى مجرد تكملة عدد وتواجد هامشي على حواشي البطولات العربية والقارية والدولية!.
وذلك بسبب ابتعاد الجهات المسئولة عن الرياضة عن انتهاج نهج التخطيط والبرمجة، وإتباع عوضا عن ذلك لأساليب العشوائية والمزاجية.. ليأتي الإعداد والاستعداد
للأندية والمنتخبات في أدنى مستوياته، ولا يمكن تحقيق المرجو منه، لأن هذا الإعداد عادة ما يكون فاقدا للقدرة على تقديم الأفضل، ويتم على طريقة سلق البيض..
وفاقد الشيء لا يعطيه.. وهكذا يتواصل مسلسل الإخفاق الرياضي الأقرب إلى المسلسلات المكسيكية البالغة الطول والشديدة الملل!.
رياح التغيير *********
الآن يبدو أن الأوضاع قد تهيأت في هذه المرحلة الجديدة التي تمر بها بلادنا لكي تهب رياح التغيير الرياضي الشامل.. ولتكن بدايتها من الأندية الرياضية باعتبارها
حجر الأساس للممارسة الرياضية والتي على جمعياتها العمومية حسن استغلال مدة الانتخابات، وذلك لتخليص هذه الأندية من الفاسدين والمفسدين والمتنفذين
والمحنطين الذين حان لهم الرحيل إلى غير عودة أو رجعة.
وأن تلعب الكوادر الشريفة والمخلصة دورها المنتظر في إحداث نقلة نوعية في مسار الأندية الرياضية خلال المرحلة الجديدة، وذلك لكي تسترد الأندية عافيتها
وتألقها وأدائها الرائع، وسعيها الدؤوب لتحقيق الأفضل دوما.
إن رياح التغيير الرياضي لابد لها أن تهب قوية عاتية، وأن تقتلع في طريقها كل ما هو سلبي يشكل عوائق وحواجز أمام مسيرة التطور الرياضي المنشود المتعدد
الجوانب للأندية الرياضية، وبتكاتف جهود كل المخلصين والشرفاء من كوادر الأندية الرياضية المجربة والتي تمتلك الخبرات الواسعة والدارية الكبيرة والقدرات
الفائقة لأحداث النقلة النوعية المنشودة لمسار الأندية الرياضية والتي يجب عليها أن تنفض غبار مرحلة ولت وانقضت من العشوائية والبابوية والمزاجية الارتجالية
والكيل بمكيالين!.. الآمال كبيرة في تحقيق الاستفادة القصوى من رياح التغيير الرياضي التي تهب هذه الأيام.. ولكل مجتهد نصيب!!.
عوض بامدهف
الرياضيون.. ورياح التغيير 1844