عندما يعين الرجل المناسب في المكان المناسب في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة يبدأ معها بناء دولة المؤسسات.. ويبدأ الإصلاح الحقيقي لتلك المؤسسات! فحين يعين أستاذاً أكاديمياً مثقفا تثقيفاً علمياً عالياً وخلقيا ويتصف بالمصداقية والعدل والضمير الحي في كل تصرفاته وتحركاته، في وزارة مثل وزارة التعليم العالي، يبدأ الإصلاح الحقيقي في هذه الوزارة، وهو ما حدث بالفعل!
إن ما قام به الأستاذ الدكتور/ الأكاديمي الفاضل يحي الشعيبي وزير التعليم العالي هي خطوة ايجابية صحيحة 100%! تحدى بها كل الأخطاء السابقة في عهد النظام السابق.. وهي الخطوة الفعلية الأولى للإصلاح الحقيقي لهذه المؤسسة التعليمية الأكاديمية والثقافية- لم يسبقه بها من احد ممن تقلدوا هذا المنصب - برافو أستاذي د.يحي الشعيبي- فعندما يقوم الوزير بإصدار تعليماته بعمل إعلان لشغل وظيفة الملحق الثقافي في( 13) دولة بشكل تنافسي ومن تنطبق عليه الشروط التي أقرتها الوزارة وينجح الشخص أيا كان دون تدخل من أي جهة لشغل هذه الوظيفة تكليفا لا تشريفا ولتقديم الأفضل بما يخدم أبنائنا الطلبة ويعكس صورة مشرفة لليمن في بلد الإبتعاث.. فهذا يحدث لأول مرة في تاريخ الوزارة - بحسب علمي ـ كما يعني أن ثورة التصحيح والإصلاح الحقيقي بدأت تسير وفق إجراءاتها الصحيحة, وكما هو معلوم فان شغل هذه الوظيفة لم يكن في السابق تكليفاً بل كان تشريفاً لكثير ممن كانوا يكافأون على أخطائهم وتجاوزاتهم التي ارتكبوها بالداخل بإرسالهم إلى الخارج أما كسفير أو كملحق ثقافي ولم يكونوا مؤهلين ولا يحملون الشهادات والمؤهلات التي تمكنهم من القيام بوظيفتهم على أكمل وجه لا أكاديميا ولا علميا ولا ثقافيا ولا حتى اجتماعيا!..الأمر الذي جعل كثيراً من أبنائنا الطلبة المبتعثين لإكمال دراستهم العليا بالخارج يعانون اشد المعاناة في بلد الابتعاث، والتي كان من المفروض أن يبتعثوا للالتحاق مباشرة بكلياتهم وجامعاتهم وليس للمشارعة والاصطدام مع موظفي الملحقيات والمتابعة من مكتب إلى أخر ومن وزارة إلى أخرى! وتضيع عليهم نتيجة لذلك سنوات دراسية ممنوحة لهم، وهنا تبدأ المشاكل -وطبعا كان يحدث هذا في كثير من دول الابتعاث سواء كانت عربية أو أجنبية باستثناء قلة من الملحقين الثقافيين. فشكرا سيادة الوزير..فأول الغيث قطرة!
سيادة الوزير... هذه خطوة أولى لإصلاح حقيقي وايجابي تسجل لصالحك ولصالح وزارتك ولكن هناك ما هو أهم واخطر في حق شبابنا وفي مستقبل أجيالنا القادمة...فهل تستطيع سيادة الوزير أن تعرف من هم الطلبة الذين يبتعثون للخارج وهل يستحقون المنح الدراسية التي منحت لهم دون وجه حق من اجل استكمال تعليمهم العالي خارج اليمن، ابحث ودقق في درجات ومعدلات شهادة الثانوية العامة على الأقل في مبتعثين هذا العام2011/2012م وستذهل!
-أن تعرف من هو الموظف الفاسد الذي يسلك الطرق الملتوية ويأخذ من الطلبة أو من ذويهم مبالغ مالية عالية بالدولار الأمريكي من اجل أن يسرق منحة مستحقة لطالب اجتهد وجدً طيلة حياته الدراسية ويحولها هذا الموظف الفاسد لمن لا يستحقها؟، ابحث وستجد الكثيرين منهم في وزارتك!
ووفقاً لما سبق فإني أُبشّر أبنائي الطلبة بأن الأكاديمي والوزير لديه الكثير والكثير في جميع المجالات العلمية والثقافية والأكاديمية والاجتماعية ليقدمها لكم خاصة، ولليمن عامة.. وراجعوا تاريخه العلمي والسياسي بدءاً مذ كان أستاذاً جامعياً بكلية العلوم جامعة صنعاء ومروراً بمحافظة عدن وغيره وغيره..حتى وصل إلى وزارة التعليم العالي وهو المكان المناسب لمثل هذه الشخصية العلمية والأكاديمية والإنسانية، وأنا وغيري كثيرون نثق به وبإمكاناته، ونأمل منه الكثير من الخطوات الايجابية والتصحيحية التي سيخطوها رجل اليوم الأستاذ الدكتور الفاضل، فانتظروا من هذا الوزير الإنسان كل ما يمكن أن يقدمه لخدمة اليمن اليوم ومستقبلا..
وأتمنى على غيره من الوزراء في الوزارات المختلفة وخاصة تلك التي تعاني كثيراً من المشكلات اليومية وفي ظل الظروف الحالية والمرتبطة بحياة أبنائنا الطلبة خاصة وبشعبنا عامة أن يحذوا حذو وزير التعليم العالي إذا أرادوا البدء بالإصلاح الحقيقي في وزاراتهم وألا ينتظروا الكثير وينزفوا المزيد من الوقت...وعليهم أن يتخذوا القرارات المناسبة في الوقت المناسب..
شكرا مرة ثانية سيادة الدكتور الوزير يحي الشعيبي.. وفقكم الله وأعانكم لخدمة يمننا الغالي.
الأستاذ المساعد بقسم العلوم
كلية التربية جامعة صنعاء
د. فاطمة أبو الأسرار
الإصلاح الحقيقي بدأ من وزارة التعليم العالي 1942