"أنت فاسد".. هكذا بكل عزة وأنفة قالها صديقي وزميلي بشير سنان في وجه العيسي رئيس اتحاد الكرة ببلادنا، وأضاف "أنت ضيعت الرياضة اليمنية"، مما أثار تبجح العيسي رئيس الاتحاد الفاشل بالقول: "إن الإعلاميين شحاتين وكذابين"، وكأن الرجل بريء من كل إخفاقات الرياضة وسلسلة فشلها الذريع في وجوده!!.
ربما يتغاضى هذا الرجل عن حقيقة أن الشحاتة أنواع، فمنها شحاتة بحجة التطوير، وشحاتة كتلك التي يقترفها الآثمين بمدحه والثناء على فشله.. بشير استشاط غضبا دفاعا عن الإعلاميين الشرفاء الذين يرون الفشل بعين الفشل، ولا تقدر ضمائرهم على خداع الشباب الحالم بغد رياضي مشرق.
ربما اتفق مع العيسي بأنه حولنا جميعا إلى شحاتين نشحت المتعة من أقدام اللاعبين الأجانب، ونكد عرقا لنشتري (كرت) الجزيرة الرياضية بعد أن أقرفتنا إدارته الفاشلة، وكذا الصحفيين النائمين في جيبه الكبير من هواة السفر وبدلة، ومن يؤكدون يوما بعد يوم أن قدوتهم (ابن سلول).
ما يمكن الإيمان به هنا أن العيسي استمد تبجحاته وحقده للإعلاميين من (ثلة) المصالح الذين عكسوا نظرة سلبية عن الإعلام الرياضي في نفس الرجل، فصار يتصور كل من يوجه له انتقاد أنه (فلان الفلاني) وأنه يجب أن يدفع أو يقطع له تذكرة سفر لينضم إلى قافلة الجياع.
قافلة الجياع هم أؤلئك الذين يحاولون مرارا أن يصنعون من (ظلام) الاتحاد نورا، وهم الذين يواصلون اختراع غشاوات جديدة ليضعوها على عيون الوطن أرضا وشعبا.. هم من سمحوا للعيسي بان ينظر لكل من يقول الحقيقة أنه (شحات) من كثر ما ألف فيهم روح الشحاتة وبيع الحرف بألف وخلافه.
بشير.. بموقفه القوي الذي أفحم به العيسي أمام أمينه العام شيباني ومسئوله المالي الطويل يؤكد للعيسي أن كرامة الإنسان ليست للبيع، وحريته ليست للمقايضة، وأن القلم الذي كان أول ما خلقه الله أسمى وأنزه من الأصابع التي تمسك به على التأكيد أن الأصابع في اليدين الواحدة ما هي سوى.
للعيسي فقط.. واصل استفزازك للإعلاميين، ومن أراد أن يسكت فليسكت.. أما مهمتنا لا توجب علينا السكوت عن الحق، وقلب الحقائق وتحويل الفشل إلى إنجاز.. لسنا عبيدا لأحد، وسنستمر في النقد الذي يُرضي الشباب والرياضيين في كل محافظات الجمهورية.. فيما أنت استمر في دعم الإعلاميين الذين تنسفهم بقولك شحاتين، وهم معروفين ليفردوا لك مساحات واسعة في ما يديرون من صفحات رياضية، صفحات وجدت لممارسة العمل المهني المعجون بالضمير الحر والحي لكنهم حولوها للأسف للتغزل بإخفاقات الكرة اليمنية، وهذا عهدنا بهم حين يتوسلون بالقلم ويشحتون بالحرف.. وفي الأخير لا بركة في المال (...) وإن طال الأمد.