ما أصعب أن تكون صحفيا مبتدئا أو كاتبا متطلعا وتواجه في بداية مسيرتك تلك مع صاحبة الجلالة (الصحافة)- أمور معقدة وغامضة تجعلك حائرا في تحديد الزاوية التي من خلالها يمكن أن تنفذ إلى أعماقها والغوص في تفاصيلها -إنما أن يكون انشغالك واهتمامك مرتبطا بشخصية ما تبدو أكثر غموضاً وتعقيدا فمعناه،انك أمام اختبار صعب قد يستنزف الكثير من وقتك وعصارة أفكارك، ويتطلب أيضا مع ذلك أن تستشعر مسئولية الكلمة ومبدأ الحقيقة المتفق وعبارة( للكاتب أجران – حين يكتب وحين لا يكتب).
وأنا هنا أجد نفسي معنيا بمعرفة وتفسير شخصية اجتماعية وسياسية برزت مؤخرا على سطح الواقع السياسي والاجتماعي بمحافظة حجة وما زال يكتنفها الكثير من الغموض والتساؤلات، تلك هي شخصية،رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة واحد ابرز المشائخ والشخصيات الاعتبارية البارزة - ورث مركزه هذا عن أبيه المرحوم الذي عاش مناضلا ومدافعا عن حجة وترك سيرة حسنة وبصمات معروفة لدى جميع أبناء المحافظة.
وقد لا أكون مبالغا إذا ما قلت بأن شخصية الشيخ فهد التي قد يطول الحديث عنها في هذا المقال قد لا تكون معروفه لديه وانه يجهل هوية ذاته أكثر مما يجهل هوية واتجاهات أناس كثر يعيشون حوله وبالقرب منه،ولأن معرفة هذه الشخصية ضرورة مبدئية للحديث عن تفاصيل ما يحدث في حجة.
حاليا من إشكاليات وقلاقل معلنة ومقرونة ببصماته, فإن ذلك يقتضي التحيز إلى الحقيقة وحسب،
فأقول للذين يعتقدون ببلطجية (الشيخ )كما يسمعون عنها همزا ولمزا وعبر وسائل الإعلام بأنه ليس كذلك، وليس أيضا باللئيم الذي يقف وراء تركة من المقالب والخيانات، وليس بالفضولي أو الحاقد الذي لا يقّدر عواقب الأمور،وليس وليس......الخ، فهو يرى في نفسه اكبر من ذلك كله،لكنه في واقع الأمر ضحية وقرين رفاق سوء يتسمون بتلك الصفات مجتمعة, فهم رفاق يتململون حقدا وضغينة وأنانية على كل من حولهم، وينفثون سمومهم هنا وهناك بغرض الإساءة والفتنة وينتفعون بكل وسيلة تمكنهم من تحقيق غاياتهم الرخيصة والدنيئة، إنهم يمتطونه أحيانا للتسلق لتحقيق مآربهم الشخصية ويضعونه مرات عديدة أمام إحرج المواقف والحماقات ليواري سوءاتهم،فإذا كانت مدينة حجة تعيش هذه الأيام في حالة شلل إداري تام بسبب إقدام مسلحين من أقاربه وأعوانه على السيطرة على المجمع الحكومي تحت مبرر أنه الأجدر بمنصب محافظ المحافظة وأن قرار رئيس الجمهورية بهذا الشأن ظالم وانه سلب إرادة السلطة المحلية والجماهير التي منحته تزكيتها مقدما، وانه ملزم بمراعاة ظروف البلد ووضعه السياسي طالما وانه يمتلك النفوذ والقرار داخل المحافظة،وأمام تلك الممارسات يطالعك الشيخ فهد في صدفة سانحة وفي ابتسامة وجهه الكثير من الملامح الصادقة والبريئة و(كان غنمه لم تأكل الزرع)، وهناك من حسن النية ما يشير إلى ان ما يحدث ليس له حول فيه ولا قوة وإذا ما بالغت في إحراجه فاجأك قاسما بالله انه ليس تواقا ولا طامعا في المسئولية،مترددا في إيضاح دوافعه ومكتفيا بأنه نزول عند رغبة الجماهير بل وموحيا في حديثه بوجود ضغوطات وإغراءات وكذا ضرورة تقتضيها المصلحة الوطنية والتنظيمية لحزبه،وبالفعل فأن تلك الاملاءات بمبرراتها الواهية خلقت لديه قناعه بالأحقية وبالتالي يصعب التحاور حولها أو حلها مع شخص صار مغلوب على أمره إلى حد جعله يرى أنه ليس من حقه التنازل عنها حتى وان أدى ذلك إلى الخروج عن النظام والقانون وأخل بالسكينة العامة والسلم الاجتماعي،أن من يتابع سيرة هذا الرجل يجدها مليئة بالكثير من المواقف المماثلة التي تنتهي به غالبا وحيدا دون رفاق السوء إلى نتائج مخزية هو في غنى عنها وكان بالإمكان تحاشيها،نتائج أفقدته الكثير من القيادات التنظيمية والركائز الاجتماعية في الوقت الذي يتفرق أولئك النفر من حوله مؤقتا ليعاودوا الكرة في مناسبات ومناورات أخرى،وهنا أعود لأتساءل عما إذا كان كافيا عليك أن تتعظ أيها الشيخ الجليل من بعض التجارب التي خضتها مؤخرا باهتمام بالغ، أبرزها على سبيل المثال لا الحصر دخولك معترك التنافس بجدية مع فريد مجور في انتخابات المحافظين،وكدت أن تحقق تقدما ملموسا بفضل بعض المؤثرات الاجتماعية والحزبية لولا وجود تلك الوجوه المشئومة من حولك قد أفقدتك جزء من شعبيتك وثقتك بنفسك واكتفيت أخيرا بسببها أن تخرج من المعترك بماء الوجه، وتترك الساحة لخصمك عن رضا ومن حولك صاغرين،ثم دفعوك مرة أخرى للمنافسة على منصب الأمين العام في معترك شبه متكافئ ولولا انشقاق بعض من زمرتك المشئومة وانضوائها في صف منافسك لما كان لك أن تكسب المغامرة بأنصاف الحلول،وهاهي معركتك الخاسرة تقودها هذه الأيام ضد من حاول دعمك وتحقيق مشروعك الذي تعززه دائما بمطلب وحاجة الجماهير في الوقت الذي هو مجرد استجابة ونزول عند رغبة رفاقك الذين عهدناهم حولك دائما، تقودها بنفس الوتيرة والأساليب القديمة ضد شخص الأخ علي بن علي القيسي وأنت تعلم علم اليقين انه ما تغفلك ولا سعى لمصلحته وانه قد أزفت نفسه عن هكذا مسئوليات، بل وقد تأكد لنا جميعا انه أكثر الناس تفاجئا في مسالة تعيينه ونيله ثقة القيادة السياسية في مرحلة ندرك جميعا أنها استثنائية وتتطلب تعاون الجميع دون استثناء،وإذا كنت تبرر أفاعيلك الحالية بأنها ردة فعل تجاه القيادة السياسية ورسالة فحواها ليّ يدا الرئيس كما يزينها لك رفاقك،فما أراك إلا تحضر للسقوط المدوي الذي قد يفقدك ما تبقى من مكانة بين الناس وتصبح في حاجة إلى الرحيل خارج البلد ليس للعلاج ولا للنزهة وإنما ممثلا للبلد في وظيفة دبلوماسية أنت من وجهة نظري أهلا لها،وبالتالي تبعدك عن أوساطك المشئومة،وتتيح لك الاستقلال بشخصيتك النبيلة،آمل أن تقرأ أنت مقالي فتراجع حساباتك وفي قرارة نفسك أن (للمحافظة رب يحميها)، وآملاً أن يقرأه الرئيس فيتعرف عليك فيبارك اقتراحي، فيبتعثك إلى الموقع المناسب.
علي صالح سنحان
دهشوش حجة: لا يعرف ماذا يريد 2110