إن التغيير هو سنة من سنن الكون، لكونه يعطي تجديداً للحياة وبناءً لها، ودوام الحال من المحال وكل شيء يحدث له تطوير وتحديث وتجديد.. قال تعالى: "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " صدق الله العظيم.
فالتغيير والتطوير يعطي زخم للحياة، ويعطيها طابعاً خاصاُ مميزاً، فنحن لا نكره كل شيء قديم، فمثلاً التراث والآثار قديمة غير خاضعة للتغيير ورغم ذلك لها مكانة عالية ومجداً خالداً، نحن نكره فقط جمود الأفكار والأوضاع المتردية الحاصلة في المجتمع التي ينبغي تغيرها، فديمومة البقاء غير ثابتة ولابد لها من صيرورة وتغيير .
فقد يكون التغيير صعباً وخاصة تغيير ذاتية الإنسان بكليته, لكن لا بأس بالتغيير، بل لابد منه لما يعطي التغيير دافعاً نحو النجاح في الحياة .
وليبدأ كل منا في التغيير من أسلوب حياته، ثم يبدأ بخطة وهي الدعوى لتغيير الأوضاع الحاصلة في المجتمع، لذا علينا اكتساب إرادة التغيير وأكبر مثال على ذلك هي إرادة التغيير لشابنا الذين جعلوا منا أكثر الشعوب سلمية قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.
من منطلق هذه الآية، فإن طبيعية الأوضاع التي نعيشها صعبة، لذا سيكون التغيير ولكن بعض من المحاولة والجهد يحقق ما نرجوه.. قال تعالى: "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شراً لكم".. صدق الله العظيم.
فليس بالضرورة أن نخشى أن الأوضاع قد تحطمنا، بل ربما قد تكون دافعاً لممارسة التغيير.
ولتغيير الواقع وتحسين معيشتنا لابد أولاً من تغيير جذري (للذات)، أي تغيير العادات السيئة التي تطغى على النفس وتعيق تقدمها ونجاحها وسموها .
ثم يأتي المجتمع بما فيه من عادات وتقاليد بالية أو مفاهيم مغلوطة وانتشار للفساد وكذلك في ظل الغزو الفكري والثقافي وكثير من الأوضاع المستجدة التي لم نذكرها، فالأوضاع صعبة وتدعونا للتغيير والمعوقات متواترة ونحن في سباق مع الزمن والموقف أصبح صعباً وهذه الأوضاع تدق ناقوس الخطر، ولكن يجب علينا فعلاً البدء بمحاولة التغيير وذلك بالأخذ بمسببات التغيير وهذا لا يتوفر إلا إذا وجد هدفاً محدداً وأساساً قوياً، هذا الأساس هو التمسك بكتاب ربنا وتمثيله وتطبيقه في واقعنا الحياتي وكذلك شرط وجود النية لهذا الأمر .
ولكي نصنع واقعاً أفضل ومستقبلاً واعداً يجب علينا الاستناد إلى هذه الأساسيات والسبل وهي:
أ- الانطلاق من الذات بإصلاحها وتهذيبها والتمسك بتعاليم ديننا وكتابنا وأخذ العبر والعظات لننجح ونفوز في دنيانا وأخرتنا.
ب- تغيير أسلوب الحياة سواء في المعيشة أو المعاملة وذلك بسمو أخلاقنا والبعد عن الرذائل والمعاصي.
ج- الاهتمام بالمستجدات الحاصلة في المجتمع ومواكبتها وتغييرها لتتناسب أوضاعنا وطبيعة المجتمع بما فيه من عادات وتقاليد.
أخيراً أقول: إذا لم نشغل وقتنا بالتفكير بالتغيير شغلتنا عيوبنا بالتدمير.
سلوى الحميدي
هدف التغيير 1835