البطء في اتخاذ القرارات الحازمة في إقالة ومحاسبة قيادات أمنية ومدنية ومسئولين معلوم تورطهم المباشر في قتل اليمنيين سواء في الساحات أو المدن والقرى التي تعرضت للقصف والقتل والتنكيل.. أمر غير مقبول أن يتركوا بهذه البساطة، فإقالتهم فقط أو نقلهم إلى موقع آخر..وحين نكتشف أن شخصاً مثل قيران مستقر الآن في القاهرة يصرف ببذخ ويهنأ بملايين من قوت هذا الشعب يغادر دون ادني مساءلة.
ماذا عسانا أن نقول لأمهات الشهداء أليس هذا إجحاف يستفز قلوب اليمنيين؟
لو لم يتم تطبيق مبدأ المحاسبة والعقاب الصارم للذين قتلوا اليمنيين بدم بارد وبحقد أسود لأجل كرسي ولأجل عائلة زائلة، فأننا لن نتعافى والمرحلة القادمة ستكون صعبة للغاية وسنغرق في مستنقع من الدم لا نعلم له نهاية مادام القتلة طلقاء يرتكبون جرائمهم ويغادرون البلاد بكل بساطة، أخذين أملاك وثروات الشعب ليتمتعوا بها مكافأة لما اقترفوه بحق الشعب.
ولعل الهجوم الأخير على وحدات للجيش في محافظة أبين ممن اسطلح على تسميتهم مغالطة بالقاعدة وسقط فيه جنود أبرياء ليس لهم ذنب سوى أنهم ضحايا رمي بهم في غياهب الضياع والنسيان وتركوا لقمة سائغة لعصابات بقايا نظام معروفين،بقايا حاقدة على الثورة وعلى الشعب الذي يسحب كل يوم من تحت أيديهم بساط النهب والسرقة لخيرات البلد بل وتصدى لفسادهم في الأرض بشجاعة أسطورية وصبر وتحمل .
بعد هذه الحادثة والحوادث الأخرى التي وقعت في عدن وأبين،هناك تساؤلات جدية ومخاوف حقيقية بدأت تطفوا على السطح أمام الرئيس المنتخب والحكومة وقيادة المنطقة الجنوبية يطرحه أبناء عدن "هل انتم في انتظار لشبيحة "صالح " أن يصلوا إلى عدن ؟ ليفعلوا مثلما يفعله شبيحة الأسد في سورية متى ستحسم هذه المهزلة والكف عن لعب الأطفال والاستخفاف بهذه العصابات.
سؤال بحاجة إلى إجابة يطرحه الناس لمسئولين أمنيين وسياسيين أمريكيين ما مدى حاجة الولايات المتحدة لأبناء الرئيس السابق واعتمادها الكلي عليهم في الحرب على القاعدة ومكافحة الإرهاب، هل يستخفون بهذا الشعب العظيم،هل عجزت النساء أن تنجب رجالاً عظماء في هذا البلد حتى تتحفظ الولايات الأمريكية وتدعم بقاء القتلة يقتلون بمبررات واهية.
وأخيراً مقارنة بسيطة لكل مهتم بموضوع القاعدة التي أسسها بن لادن معروف عنها أن لها فكر واضح ومعين هو محاربة الحاكم الذي تعتقد وترى انه تابع وعميل لأمريكا والغرب عامة وليس محاربة الشعب،وضرب بيوت وقرى المسلمين الذين يفترض أنها الحاضن الشعبي لها، أما القاعدة التي أسست بطريقة ممنهجة اقرب إلى العصابات اتخذت كورقة مدعومة مادياً وتسليحاً لتهديد الداخل وابتزاز الخارج بالنسبة للقاعدة كفكر جهادي ليست موجودة، إلا بشكل محدود في اليمن رغم ما يشاع في الإعلام الغربي والأمريكي وما فيه من المبالغات والمغالطات والغموض لغايات في نفوس رجالات البيت الأبيض والبنتاجون،إذ فوجود القاعدة محدود جدا لانتفاء سبب بقاؤها،وفكرها النضالي،لان الشعب وجد طريقاً مضموناً في سبيل مقارعة الحاكم الظالم وانتزاع الحقوق منه وهو طريق النضال السلمي بالنزول إلى الشوارع والساحات والجهر بكلمة الحق بوجه الحاكم الجائر بكل جرأة وقوة بعد انكسار حاجز الخوف.
أما الثانية في دمية تتحرك عن بعد ووجودها لا يتعدى أكثر من كونها ورقة للتهديد وهي الملاحظات التي يمكن أن يراها أي مراقب على طبيعتها من خلال الإمعان في اختيار توقيت كل عملية من عمليات قاعدة "الصالح " في اليمن..
لينا صالح موسى
عسى أن تنفع الذكرى.. 1902