بعد ثورة تاريخية انتفض خلالها شعب اليمن العظيم ضد الظلم والفساد معلناً رفضه استمرار الخضوع لسلطة القوة؛ المجردة من المبادئ والقيم النبيلة , لم يبال هؤلاء بأرواحهم وهم يرون تلك الأيادي الآثمة وهي تمتد لتقطف أرواح الشهداء, ومضوا في مسيرهم النضالي السلمي غير عابئين بتلك الدماء الطاهرة التي سالت على درب الكرامة , وجاءت المبادرة الخليجية والتي مثلت أفضل مخرج آمن لوضع متأزم كاد أن يفجر حرباً ضروساً لا حد لنهايتها وتمت الموافقة عليها بما يحفظ دماء اليمنيين ويوقف مسلسل القتل الذي أقض مضجع العديد من المناطق وفي مقدمتها تعز وأرحب , وكان مما نصت عليه هذه المبادرة منح الحصانة لصالح وأعوانه , وهو ما أحدث حينها جدلاً واسعاً بين مكونات الثورة , إلا أن تحقيق الهدف الأول للثورة خفف ذلك الاحتقان الذي أورثته هذه الحصانة , فإن افترضنا أن هذه الحصانة تتحدث عما ارتكب من جرائم في الفترة التي سبقتها فإننا نتساءل عن وضع المسئولين عن اعتقال العشرات من شباب الثورة حتى هذه اللحظة؟ أم أن هناك من اعتقد أن هذه الحصانة ستستمر في إعفاء هؤلاء عما يمارس من الأخطاء ؟!.
إن استمرار اعتقال هؤلاء الشباب جريمة ليس في حق هؤلاء الشباب فقط بل وفي حق الوطن أيضاً, فاستمرار اعتقالهم يتنافى مع كل مبادئ التوافق وشعارات المصالحة وأساسيات الحوار الوطني , بل ويؤجج النفوس ويستفز المشاعر ويعيق كل خطوة إيجابية على درب التعايش في وطن واحد خالٍ من الأحقاد والصراع المشئوم , فلتتق الله أيها السجان في نفسك ووطنك ولتخلع عنك حجاب العصبية والانتصار للذات والأشخاص؛ ولتنتصر للوطن بإطلاق سراح هؤلاء ولتتذكر قدرة الله عليك, وأن هناك سهاماً لا تخطئ يصوبها المظلوم صوب السماء ولعل إجابة تقول: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
تغريدة..
فتش في ذاتك عن ذاك الوطن الذي يأبى أن تكون سياجاً يمنع الحرية عن روحٍ أرادت الحرية له؛ ولك أيضاً.
توفيق الخليدي
وطن في المعتقل 2087