;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

يوم الكرامة 1762

2012-03-17 07:01:22


صحيح أننا اليوم قد انتخبنا رئيساً جديداً للبلاد وفق المبادرة الخليجية التي لا نزال ننتظر من الدول الراعية لها من الأشقاء والأصدقاء استكمال كافة بنودها وأهمها إعادة هيكلة الجيش والأمن وفق الكفاءة والخبرة, لكن ذكرى مجزرة يوم جمعة الكرامة التي حدثت في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء ستظل خالدة في عقول اليمنيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والقبلية لبشاعتها ووحشيتها التي تتنافى مع عادات وتقاليد وسلوك أبناء الشعب، وكونها أول مجزرة ترتكب ضد المتظاهرين والمعتصمين والمعبرين عن مطالبهم في بلادنا بصورة سلمية منذ عشرات السنين، إلى جانب أنها أول مجزرة يسقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى منذ بداية الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت قبل عام، وعند الحديث عن مجزرة الكرامة يجب علينا الطرح بإنصاف وموضوعية وسرد وقائع دون تعصب أو استخفاف بالواقعة ومهما تحدثنا نحن كمراقبين أو إعلاميين، فإننا لا نستطيع أن نعطي هذه الذكرى المؤلمة حقها كما قد يرويها من عايشوا هذه المجزرة من داخل ساحة التغيير وما أصابهم من ذعر وهم يشاهدون إخوانهم يتساقطون من جوارهم شهداء ويقومون بإسعاف الجرحى منهم, وجميعنا ندرك تماماً تلك الدلالات التي امتزجت بها تلك المجزرة وآثارها على حياة اليمنيين ومستقبلهم, فإلى جانب التسمية لتلك الجمعة التي وقعت بها المجزرة والتي لها دلالات قوية على إصرار اليمنيين بإحداث عملية التغيير وإسقاط النظام مهما كلفهم الثمن باعتبار ذلك انتصارات لحريتهم وكرامتهم التي أصبحت سياسات النظام الفاسد تستهدفها وتنال منها, هنالك أيضاً دلالات قوية للتوقيت باليوم ولحظة وقوع المجزرة، فيوم الجمعة الذي يعد عيداً أسبوعياً للمسلمين له عظمته في قلب كل مسلم، حيث الغسل والتطيب ولبس النظيف والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال الحرص على حضور صلاة الجمعة وخطبتيها, فما بالك بالذي يقتل أخوه المسلم في ذلك اليوم, أيضاً لحظة وقوع الجريمة كانت عقب أداء المعتصمين لصلاة الجمعة, فأي وحشية وجرم في قلب ذلك الشخص الذي يسفك دماء أخوانه عقب أدائهم لصلاة الجمعة، كذلك الطريقة التي ارتكبت بها تلك الجريمة حيث اعتلى المسلحون [الجناة] أسطح المنازل المجاورة للساحة وعقب أداء صلاة الجمعة باشروا بإطلاق النار واستهداف إخوانهم العزل في الساحة مع سبق الإصرار على جريمة القتل، حيث كانت الإصابات معظمها - إذا لم نقل جميعها- في الرأس والرقبة والصدر وجميعها مناطق قتل في جسم الإنسان ولو تراجعنا قليلاً إلى ما قبل تلك المجزرة بأيام وفتشنا في أرشيف الفضائية اليمنية لوجدنا الإعداد المسبق لهذه الجريمة من خلال بث التهديدات الصريحة من قبل بلاطجة النظام عبر الفضائية تحت مسمى أهالي الحارات والمنازل المجاورة للساحة، وذلك كمحاولة يائسة لإلصاق التهمة للجريمة القادمة بأصحاب المنازل المجاورة للساحة وان كان هنالك تواطؤ من قبل بعضهم، وقبل الجريمة بأسبوع أو عشرة أيام كانت هنالك أيضاً محاولة يائسة من قبل قوات الأمن المركزي باقتحام الساحة عقب صلاة الفجر وقد باءت بالفشل جراء صمود الثوار في مواجهة الآلة العسكرية.
وعلى الصعيد الثوري فقد كان لجمعة الكرامة أثراً بالغاً في نفوس اليمنيين، حيث اكتظت الساحات بالمعتصمين وبدأ النظام الهش يتساقط عقب إعلان قيادة الجيش المؤيدة للثورة انضمامها إلى ثورة الشباب ودعمها السلمي لهذه الثورة الشبابية الشعبية وتوالت الاستقالات من المناصب الحكومية والحزبية وهاهي الثورة قد استطاعت تحقيق أول أهدافها ولا تزال مستمرة حتى تحقيق كافة الأهداف وفاءً لشهداء جمعة الكرامة وكافة شهداء الثورة الذين تساقطوا في مختلف ساحات الحرية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد