بعد أن اجتزنا نقطة التفتيش الـ13 والأخيرة للجيش اليمني على طول طريق وعرة ومليئة بالحفر باتجاه مدينة جعار، أحدث معقل للقاعدة في جنوب اليمن، قال حارسي الأمني اليمني: "تنظيم القاعدة ليس لديهم بلاد. عندما يرون أماكن خاوية من الحكومة، يتجهون إليها".
تحت الاسم المستعار أنصار الشريعة، استولت القاعدة بسهولة على جعار في مارس 2011. وفقا لأحد السكان فإن أنصار الشريعة سرعان من أعادوا تسميتها بـ الوقار وأنشئوا حكومة إسلامية صارمة.
إخضاع المدينة، التي يصر حكامها الجدد على تسميتها الوقار، كانت أحدث احتلال في سلسلة من المكاسب التي حققتها جماعة أنصار الشريعة.
الجماعة استغلت الاضطرابات في اليمن خلال العام الماضي للسيطرة على جزء كبير من محافظة أبين في جنوب اليمن.
يقول الحارس: "انه مثل ما حدث مع حركة طالبان في أفغانستان".
في حقيقة الأمر أن مصير جنوب اليمن يعيد التأكيد فقط على اشتباه واشنطن منذ فترة طويلة في أن القاعدة في شبة الجزيرة العربية كانت تسعى لإنشاء مركز جذب جديد هناك.
في شهادته الأولى أمام الكونغرس بوصفه مدير المخابرات المركزية الامريكية، قال ديفيد بتريوس إن القاعدة في شبة الجزيرة العربية "قد برزت كأخطر عقدة إقليمية في الجهاد العالمي".
ويأتي تصريحه هذا في أعقاب تقارير تسربت عن الإعداد لبرنامج جديد لوكالة المخابرات المركزية بطائرات بدون طيار يستهدف قتل متشددي تنظيم القاعدة في جنوب اليمن.
الحكومة اليمنية الهشة الجديدة هي الآن محاصرة بين القاعدة المستعيدة قوتها وعمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية.
عشية رحلتي إلى جعار، أطلق الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي هجوما عسكريا جريئا يهدف إلى استعادة السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين والبدء في السعي الجهنمي نحو تأسيس سيطرة حكومية على المنطقة التي يبدو أنها غير قابلة للحكم.
مع ذلك، فإن الهجوم كان فشلا ذريعا: فقرابة 185 جنديا يمني قد قُتلوا في المعركة وتم أسر 73 آخرين، ليصبحوا ورقة مساومة من أجل إطلاق سراح المسجونين التابعين للقاعدة.
وفقا لمن استضافوني من تنظيم القاعدة، فقد كنت أول صحفي أجنبي يدخل محافظتهم.
لقد وجدتهم كرماء مثل كثير من اليمنيين الذين قابلتهم في البلاد. فهل كان ذلك لأنني كنت صحفيا وهم يسعون إلى إعطاء صورة إيجابية؟ أو أنهم اعتقدوا بأن الأمريكيين يمكن ان يتعايشوا مع الجهاديين؟
كانت هناك صورة لأسامة بن لادن ملصقة في محطة غاز بجعار. طوابير من أسطوانات الغاز كانت متروكة بدون رقيب أمام كرسي بائع الغاز.
يقول أحد أعضاء جماعة أنصار الشريعة إن هذا دليل على وجود الأمن في جعار، مضيفا: "لسنا بحاجة حتى لحراسة محطة الغاز. انها في مأمن من اللصوص".
بقلم كيسي كومبز/ مجلة فورين بوليسي الأمريكية / ترجمة/ أخبار اليوم
جعار بأيدي أنصار الشريعة 2415