;
بقلم: توم فين   مجلة تايم الأمريكية / ترجمة/ أخبار اليوم
بقلم: توم فين مجلة تايم الأمريكية / ترجمة/ أخبار اليوم

القاعدة وصالح يلقيان بظلالهما على اليمن الجديد 2445

2012-03-16 02:20:24


المعركة المحتدمة في الأيام الأخيرة بين القاعدة والقوات الحكومية في جنوب اليمن هي تذكير بأن ظلال التمرد يشغل حيزا كبيرا من جهود البلاد لبناء نظام سياسي جديد.

بعد أداء الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي اليمين الدستورية الاسبوع الماضي اندلعت حالة من الهيجان لمدة أربعة ايام من قبل المتمردين الاسلاميين مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 150 جنديا. ويوم السبت كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على مواقع جهادية. ويزعم السكان المحليون أن هذه الغارات نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار أو طائرات حربية، على الرغم من أن السلطات المحلية صرحت بأن القوات الجوية اليمنية هي المسئولة عن تلك الغارات التي قتلت قرابة 45 من المتمردين المشتبه بهم.

"اليمن فتحت صفحة جديدة في تاريخها" هو شعار مكتوب على حجر رصيف في العاصمة صنعاء. بعد عام من مظاهرات حاشدة ضد علي عبد الله صالح، وهو قائد عسكري سابق تحول إلى مستبد مراوغ، أزاحته من منصبه في انتخابات رئاسية بمرشح واحد. أخذ زمام السلطة نائبه السابق، هادي الذي وعد بإعادة هيكلة الجيش والتصدي لتنظيم القاعدة وإخراج البلاد من الأزمة.

لكن لم تأخذ الحقيقة وقتا طويلا حتى عضته. بعد ساعتين من أداء هادي اليمين الدستورية كرئيس جديد لليمن، فجر انتحاري سيارة هايلكس تويوتا عند مدخل القصر الرئاسي في جنوب مدينة المكلا الساحلية، مما أسفر عن مقتل العشرات من قوات الحرس الجمهوري.

هادي توعد بتصعيد المعركة اليمنية الممولة من الولايات المتحدة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقد أعلنت القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم. لكن الجهاديون كانوا المبادرون بدلا من الحكومة في مواصلة الهجمات. فقد اقتحموا مواقع عسكرية ومصانع للذخيرة وخطفوا جنود حكوميين ثم قطعوا رؤوسهم واغتالوا قادة أمنيين، حتى أنهم وصلوا إلى تفجير طائرة مقاتلة داخل قاعدة جوية عسكرية آمنة بالقرب من العاصمة. وقُتل أكثر من 150 جندي في هجمات استمرت اربعة أيام في أعنف موجة من الهجمات ضد القوات المسلحة اليمنية.

أعقب كل هجوم صدور بيان صحفي بالتهنئة من القاعدة وتوثيق دقيق لعدد الضحايا والأسلحة المستولى عليها. إن هذا الهجوم الاكثر دموية وجرأة كان غارة سريعة في الساعات الاولى من الصباح على معسكر يمني على الطريق الساحلي بين عدن وزنجبار. وقُتل ما لا يقل عن 90 جنديا بعد ان تسلل المتشددون عبر الصحراء الى الخطوط الخلفية للقوات اليمنية قبل اقتحامهم المعسكر، قاتلين وآسرين الجنود ونهبوا الأسلحة.

يقول العقيد علي صالح كارده من اللواء 115 المتمركز بالقرب من المعسكر المحاصر: "لقد تسلقوا جدران المعسكر قبل حلول الظلام. لقد أطلقوا النار على الجنود بدم بارد وهم نيام في خيامهم، مما أدى إلى مقتل 40-50 جندي من أفراد اللواء ولا يزال هناك عشرات المفقودين".

وأضاف علي صالح: "لقد وجدنا جثث ملقاة في الصحراء مقطعة الرؤوس والأيدي والأرجل".

في مقابلة عبر الهاتف قال علي صالح وهو يتلعثم: "إننا بحاجة الى مزيد من الدعم وطائرات المراقبة، يمكنهم دعمنا بمزيد من الأسلحة وكل ما فيه وسعهم".

وقال مسعفون في مستشفى باصهيب إنهم بدؤوا في تخزين بعض الجثث في ثلاجات المطاعم المحلية بعد أن أمتلاءت مشرحة المستشفى.

بينما كانت قوات مكافحة الإرهاب الحكومية المسلحة والممولة من قبل الولايات المتحدة تقاتل القبائل المعارضة في العاصمة في العام الماضي، وجدت الجماعات الجهادية فرصة كبيرة للعمل في الجنوب. وقد استفادت جماعة أنصار الشريعة المتحالفة بشكل وثيق مع تنظيم القاعدة، من تآكل سلطة الحكومة المركزية وذلك عن طريق توحيد عناصرها في المدن والبلدات في محافظة ابين الوعرة واستغلال الفقر المستشري وحالة الاستياء الواسع لحشد الدعم من السكان المحليين.

يقول سعيد الفهدي أحد الصحفيين اليمنيين القلائل الذين سافروا مؤخرا إلى زنجبار، معقل أنصار الشريعة: "معظم المتشددين هم من السكان المحليين وبعضهم يعيشون مع أسرهم. لا يمكن هزيمة هؤلاء الأشخاص بالقنابل والرصاص إنهم يقاتلون بقلوبهم وعقولهم. السكان المحليون هناك لا يثقون في أي من الجانبين لكن القاعدة تقوم بحفر آبار المياه في حين أن الحكومة تفجر منازلهم".

مع ذلك فكثير من اليمنيين لا يزالوا في حيرة كيف يمكن لمجموعة أن تكون قادرة على إلحاق أضرار جسيمة من هذا القبيل في حين يعتقد الخبراء أن عدد أفرادها لا يزيد عن عدة مئات.

يقول مسئول يمني رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن هويته: "الأمر بسيط: الجنود في أبين كانوا في الخطوط الأمامية لعدة أشهر والروح المعنوية صفر والفائدة صفر. وليس لدينا جيش محترف".

وهناك من يشتبهون في تورط قوات شريرة في اللعبة مشيرين إلى أن إراقة الدماء الأخيرة المليئة بكثير من الريبة حدثت بالتزامن مع إقالة الرئيس الجديد للواء مهدي مقولة الصديق المقرب لصالح والقائد السابق للقوات الحكومية في جنوب اليمن.

ومع أن صالح غادر القصر الرئاسي، لكنه لا يزال يترأس الحزب الحاكم القوي المؤتمر الشعبي العام وأقاربه لا يزالوا منتشرين في جميع أنحاء المناصب العليا في أجهزة الجيش والأمن.

يعتقد معارضوه، الذين لسنوات اتهمته بالتلاعب بتهديد الإرهاب لتخويف واشنطن والرياض من أجل دعمه، أنه وأنصاره يرغبون في إثبات وجهة نظر معينة: (سيكون لزاما على الغرب خصوصا إجراء مقارنة بين صالح وهادي).

يقول عبدالله الفقية استاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء: "القوة المتنامية للقاعدة حتى الآن لا تؤدي إلا إلى جعل صالح يبدو أقوى".

وفي حين أن الرئيس هادي يبذل جهودا مضنية للتصدي للتحديات العظمى التي تواجه حكمه، فإن العديد من اليمنيين يشككون في فكرة أن ذلك سيشكل الحملة ضد الفكر الجهادي.

يقول حمود الهتار، قاضي يمني بارز قام بإدارة برنامج لإعادة تأهيل الجهاديين اليمنيين: "الدم يولد دم. إن استخدام القوة فقط لا يؤدي إلا إلى تقوية منطق وفكر تنظيم القاعدة، وإذا كانت هجمات الطائرات بدون طيار وسيلة ناجحة للقضاء على تنظيم القاعدة، فإن الامريكيين لا يزالوا يواجهون مشاكل في أفغانستان وباكستان.. في الوقت الراهن لا يوجد أي حوار معهم على الإطلاق، وليس هناك أي نقاشات أو إجتماعات ولا شيء. هادي يتصرف تحت ضغط من الغرب، وهو يستخدم القوة بدون منطق ... وهو يقودنا إلى طريق خطير للغاية".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد