ما باليد حيلة.. (سقط الفار على ذيله)!!, وما توقعه الكثيرون حدث, فقد كان سقوطه مسألة وقت.. ما هي إلا جولات من المسابقة حتى انحسر المد الأخضر, وجنحت سفينة الفيحاء, وانتكست الرايات

الخضراء, وتقهقرت بيارق الهاشمي إلى الصفوف المتأخرة, وتبددت هالة الصخب الكبيرة عن سماء الشيخ عثمان, وانفجرت البالونة المنفوخة بالوحل في وجه جميع عشاق قطب مدينة (عدن) الآخر,

وتدحرجت آمال جماهيره العريضة من القمة إلى القاع, وانتهت حكاية (القشقشة), وطويت صفحة (القربعة), وعادت حليمة لخيبتها القديمة!!.

قد يحالفك الحظ, ويصادفك النجاح أحيانا, ولكن هذا لا يعني أن الطريق مفروش بالياسمين, ومعبد حتى النهاية.. إن الصعود إلى القمة قد يكون أمر صعب وشاق, و لكن التحدي الحقيقي يكمن في القدرة على

الاستمرار في التفوق للحفاظ عليها, والذي يعرف كيف تسير أمور هذا النادي لن يضطر إلى أن يلطم خده, أو يندب حظه, لأنه يدرك جيدا بأن (الهرولة) كانت منتظرة, فما حدث لفرق كرة القدم في الأسابيع

الأخيرة من دوري النخبة امتداد لسنوات العجاف الذي يعيشها منذ ربع قرن, وليس أكثر من برهان آخر يعزز من قناعة الكثيرين بأن الوجوه التي تطفو على سطحه عديمة الوزن, وحجمها أصغر بكثير من

الصرح الأخضر!.

إن حالة النشوى التي عاشها فريق كرة القدم لنادي الأخضر العدني في المراحل الأولى من الموسم الحالي كان ينقصها الكثير من الجهد, والصدق لتبل ريق جماهيره وعشاقه, وكانت كفقاعات صابون حين

وضعت على المحك تبخرت في هواء الحسرة قبل أن تبلغ ذروة البهجة, فالحلم الذي حاولوا أن يجعلوه جميلا كان يسكن جسده كابوسا, ويتوارى خلفه واقع رث وحزين, فهذا الفريق (الملقط), والذي نصفه

من الطيور النازحة والمهاجرة ضحوا في سبيله بأبناء النادي, وذبحوا لأجله أبطال، وألعاب الظل التي اشتهر بها منذ تأسيسه, وبعد أن كان لزمن قريب رقم صعب, ومنافس شرس في كثير من هذه الألعاب

الجماعة والفردية, أصبحت بفعل جاهل ذليلة, وخرت راكعة بأمر (الزبلطة)!.

إن الذين غردوا في فسحة الأمل، واعتقدوا للحظة بأن (الشيخ) الذي لا يفرق بين معنى التوسل, وحالة التسلل, ومن تتلاعب بمزاجه وشاية, وبمجرد أن يهمس أحد في أذنه يخلع المدربين كما ينزع قميصه

عن بدنه, يمكن أن يعيد لنادي العريق بريقه المفقود, نحسب أنهم شخصيات واهمة يجدون في جلد الذات لذة!, كما أن هناك من شطح بخياله, ووضع بيض ثقته في سلة مجموعة من اللاعبين (السفري).

بصراحة إن سألني أحد عن وجهة نظري في الوافدين من فارس (أبين), فمن واقع (الحراف) التي تعيشها الكرة اليمنية, يمكن تصنيفهم بالخامة الجيدة, وفي عصر خرافة الاحتراف، فمن الإجحاف أن

نبخسهم حقهم في البحث عن مصلحتهم, وبيع موهبتهم, ولكننا من ناحية أخرى نعتقد أيضا بأن الولاء قيمة وغاية لا تشترى!.