عندما خرج الشباب إلى ساحات الحرية والتغيير في مختلف محافظات الجمهورية قبل عام للمطالبة بإسقاط النظام كانوا يدركون جيداً أنهم ليسوا أحسن حال من إخوانهم في تونس أو مصر ولديهم إيمان قوي بعدالة مطالبهم التي خرجوا من أجلها على أمل التغيير واختيار القيادات الكفوءة والمؤهلة لإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها الجميع, وكذلك هي أحزاب المعارضة ممثلة بتكتل اللقاء المشترك والتي سارعت هي الأخرى لدعوة كافة منتسبيها في مختلف محافظات الجمهورية للالتحاق مع إخوانهم والاعتصام في ساحات الحرية والتغيير, خاصة بعد أن أدركت جيداً أن الحوار مع ذلك النظام لا يجدي وان الوضع المعيشي والاقتصادي والأمني في البلاد أصبح لا يطاق ولا يمكن الخروج من ذلك النفق المظلم إلا من خلال التغيير وان رياح التغيير التي بدأت من تونس وثورات الربيع العربي هي الحل الوحيد لكافة مشاكل البلاد وإحداث التغيير المنشود للأفضل بإذن الله وتكاتف كافة أبناء الوطن, لكن في نفس الوقت وداخل الساحات كان هنالك من بادر لنصب خيام الاعتصامات والمطالبة بإسقاط النظام, ليس من أجل إحداث عملية التغيير وتجسيد الديمقراطية والشروع في بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون, ولكن من أجل تنفيذ مشاريعها المشبوهة والتي صارت واضحة للعيان ويدركها الصغير والكبير من أبناء الوطن ومن هؤلاء أصحاب المشاريع عناصر المتمرد الحوثي, وعناصر الحراك المسلح جناح المدعو علي سالم البيض, فتيار شمال الشمال الذي تربطه علاقة مشبوهة مع آيات إيران ومخابراتها لديه مشروع إمامي وراثي كهنوتي يحلم في استعادة مملكة أجداده والتربع على كرسي دار البشائر من جديد، فهو لا يؤمن بالديمقراطية والانتخابات والتغيير ولكنه أراد من دخوله الساحات استغلال وضع كهذا للشروع في مشروعه التوسعي باتجاه مأرب والجوف شرقاً وحجة وعمران ومحافظة صنعاء جنوباً, ولعل ما حدث في دماج من حصار وجرائم بشعة من قبل تلك العناصر قبل شهر وما يحدث اليوم في محافظة حجة وقتل عناصر الجيش في عمران خير شاهد على ذلك وعندما أجمع الشعب اليمني على اختيار المشير/ عبدربه منصور هادي - رئيساً للجمهورية- أعلنت هذه الجماعة المتمردة مقاطعتها للانتخابات وسعت جاهدة لإرغام المواطنين في المحافظات التي يسيطرون عليها لمقاطعة الانتخابات، ولكن كانت إرادة المواطنين أقوى من تلك الجماعة الحوثية وعناصرها المسلحة, وكذلك هو الحال بالنسبة لعناصر الحراك المسلح التي ما إن حصلت على بعض الدعم المادي المشبوه وحتى سارعت لرفع شعار فك الارتباط ورفع السلاح على إخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية وممارسة القتل وفق البطاقة الشخصية, وهذه العناصر دخلت الساحات ونصبت خيامها خلال فترة الثورة وشاركت بالمسيرات والمظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام حتى حصل التوافق من قبل أبناء الشعب على حكومة الوفاق وانتخاب المشير هادي رئيساً للجمهورية لتظهر نواياها الخبيثة وتغادر الساحات فوراً إلى عدن وتعلن موقفها السلبي من الانتخابات وتمارس نشاطها المنبوذ من كافة إخواننا في المحافظات الجنوبية من خلال عمليات القتل والتفجيرات وأعمال التقطع والاعتداء على إخوانهم المعتصمين في مدينة عدن ومحافظة حضرموت والاعتداء على اللجان الانتخابية ووصل بهم الهذيان والهلوسة إلى إحراق الكميات المخصصة لبعض المحافظات من صحيفة (أخبار اليوم)، باعتبارها المطبوعة الوحيدة التي تكشف نواياهم الخبيثة والأجندة التي ينفذها هؤلاء , فهم يدركون أن توافق الشعب اليمني سيفشل مشاريعهم المشبوهة, خاصة وأن كافة أبناء الوطن يطالبون بحوار وطني تشارك فيه كافة القوى الوطنية في الداخل والخارج يناقش كافة القضايا الوطني ويسعى لإيجاد الحلول الناجحة لها وفي مقدمة تلك القضايا, قضية الجنوب وصعدة, ولكن هؤلاء لا يريدون خيراً للمحافظات الجنوبية ولأبناء صعدة، لأنهم للأسف يظنون أنهم أوصياء على تلك المحافظات ولديهم أجندة خارجية لا يمكن مخالفتهم لها.
عبدالوارث ألنجري
وجهان لعملة واحدة 1647