على الثوار والثائرات أن يعرفوا من هم، فهم قادة مجتمع عليهم أن يحملوا مشروعاً واضحاً للمجتمع يتحمس له كل فرد، كل ثائر وثائرة عليه أن يكون لديه برنامج يومي رافعته الأساسية التواصل مع الناس في الشارع، والثوار في الساحة، نحتاج إلى كل فرد لبناء الوطن، كل ثائر هو قيمة كبيرة بحد ذاته ولهذا يلزم التواصل معه والتعاون والاستفادة منه، لأن الثائر الذي حضر إلى الساحة ويرابط منها ويخرج في المسيرات، هو كنز من كنوز الوطن يحمل أهم صفة يحتاجها الوطن وهي صفة المبادرة والمسؤولية والاستعداد للتضحية، ومن ثم يوجب على هذا الثائر نفسه أن ينفتح مع أخيه في الخيمة والساحة ليطوروا برنامج الثورة، وشعارات المرحلة القادمة .
وإذا كان هناك خلاف في الرؤى فهذا أيضاً أمر طبيعي يقابل بالحوار والنقاش الهادئ، ليس من أجل فرض أراء وإنما من أجل الوصول للحقيقة؟! ولا بأس أن تبقى التباينات المهم الاتفاق على ثوابت الثورة الموحدة نحو تحقيق أهداف الثورة كقاعدة للجميع.. وهذا لا يكون إلا بشعور بحاجتنا الماسة إلى بعضنا وفتح القلوب لتلاقح الأفكار وتوحد الأرواح.
فأنا باعتقادي الشخصي أن الثورة لم تنتهي بعد، فالنصر الذي حققه شعبنا في 21 فبراير يجب أن يكون دافعا ً قويا ً لتحفز جديد للثورة واستمرار الساحات بصورة أكبر تماسكا ًووحدة وأكثر وعياً، يجب أن لا نقف كثيرا ً عند هذا النصر، بل ننتقل لاستثماره لتحقيق المزيد من الانتصارات وبقية أهداف الثورة.
على الشباب أن يحذروا الاسترخاء بعد النصر، فأخطر شيء على المنتصرين هو الغرور والاسترخاء بعد أي انجاز أو نصر، خاصة عندما يكون هذا الانجاز في منتصف الطريق، على الثوار أن يحمدوا الله على اتفاق الشعب واتحاده عن كلمة واحدة نحو التغيير وهذه الوحدة الحية التي عجزت قوات معادية في الداخل والخارج على كسرها وعليهم أن ينطلقوا لمزيد من التضحية والوعي وتحديد أنشطة وأهداف المرحلة القادمة، فالثورة لم تنتهي بعد.
rafoapasi@gmail.com.