الوطن كلمة كبيرة تؤجج في النفس الشعور بالنشوة والعزة والكرامة، الكل يتكلم في حب ومديح الوطن دون استثناء ولك أن تسأل شرائح وفئات مختلفة سوف تلاحظ وللوهلة الأولى مستوى التقارب في التعابير لدى الجميع.
نعم إن الوطن يعني الشيء الكثير (الاستقرار الطمأنينة- الحب – الذكريات- التضحية – البناء ) وقيل حب الوطن من الإيمان.
وقال الشاعر في حب الوطن:
ولي وطن آليت أن لا أبيعه00 وأن لا أرى غيري له الدهر ساكنا 0 نعم يظل حب الوطن غالباً على النفس البشرية، قد يرتحل الإنسان يسافر، يتغرب ولكن يظل حنينه وشجونه معلقاً نحو وطنه، إنه السحر الذي لا يستطيع الإنسان العيش بدونه، إنه الذكريات بحلوها وبمرها، إنه الهوية، فقد قيل من لا وطن له لا هوية له، ونحن اليمنيون الذين وصفنا أكرم أنبياء الله (صلى الله عليه وسلم) بأننا أهل حكمة وإيمان أثبتنا للكون وأذهلنا المعمورة بمدى حكمتنا وحبنا لتراب هذا الوطن ليبقى بلد الأمن والنهوض.. لقد انقضى عام 2011م برغم ما حمله من ألم وشظف في العيش لكثير من اليمنيين، إلا أن الصبر كان عنوان المرحلة وكانوا عند مستوى عزة أنفسهم وتطلعهم إلى المستقبل الذي سيأتي من بين براثن المجهول، لقد كان شعار الأغلب: مهما اختلفنا ولكن تظل البلد بلدنا لا نخرب فيها ولا ندمر ولنعتبر جميعاً من الدول التي أحالت بلدها إلى دمار وخراب.
بحكمتنا عبرنا جميعاً فوق/ الجراح ولملمنا آهاتنا وتنازلنا لبعضنا تنازل لأجل الوطن والأجيال القادمة، حتى أزاح ضوء الـ21 فبراير ظلمة المجهول، بهذا اليوم أراد به اليمنيون أن يجعلوه عظيماً من عظمتهم وأن يثبتوا للكون أنهم مهد الشورى الأولى في التاريخ ومنبع الحكمة ومهد أطول حضارات في التاريخ لأكثر من أربعة آلاف سنة.
تسابق اليمنيون في الـ21فبراير في يوم مشهود لم تشهده اليمن من قبل في كل مكان، في الريف والحضر وفي السفح والجبل وفي الوادي والصحراء في فرح وانتشاء يسبقهم حلمهم بالمستقبل الجديد الذي ينشده كل اليمنيين من الحكم الرشيد الذي يحقق العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية ولكم أن تتصوروا وقد تجولت كغيري من اليمنيين مندهشاً وسعيداً في الإقبال الذي فاق التوقعات وقد طرحت هذا السؤال لكثير من الشرائح المختلفة والمتباينة في مستوى الثقافة عن اندفاعهم للحضور والمشاركة وكان رد الكثير على مستوى عالي من الثقافة الوطنية عن تطلعهم إلى دولة القانون الذي فيه كل اليمنيين متساو.
وعن دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية وان تكون الدولة هي دولة الدستور وليس دولة الأشخاص أو الأحزاب والقبيلة لقد خلقت الثورة وعلى امتداد العام المنصرم2011م في بلدنا ثقافة عالية لشرائح مختلفة في مستوى التحصيل العلمي والإطلاع لم نشهدها من قبل ولكم أن تسألوا أنفسكم عن السبب ؟ فتحية لكل إنسان على هذه الأرض، أرض البخور والطيب وعبق التاريخ، الذي سعى والذي سيسعى من الآن إلى بناء الدولة المدنية الحديثة ولو حتى بأبسط عمل أو كلمة والرحمة والمغفرة لكل الشهداء الذين حطموا المستحيل وأضاءوا بدمائهم وأرواحهم سماء اليمن الجديد و حولوا حلم اليمنيين إلى حقيقة مشرقة وتحية للرئيس الجديد الذي منحه الشعب الشرعية الكاملة المعمدة بالانتخاب وقبلها بالدماء والذي قبل على نفسه المهمة شعوراً بالمسؤولية وانتصاراً للوطن لأنه رجل الصعاب الذي ألفناه.. أم المتزلفين الذين تعودت أنفسهم أن تقتات من حقوق الشعب نقول لهم كفى اكبروا بحجم الوطن وتعالوا إلى بناء الوطن ويكفيكم اعتلالاً داخل أنفسكم.. وتحية لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوه صاحب القلب الكبير الذي بدموعه المخلصة التي انهمرت في حب الوطن أبكاناً جميعاً، سر ونحن من خلفك أنت ورئيسنا الجديد عبد ربه منصور هادي، فمهمتكم كبيرة ومثقلة ولكن ليست مستحيلة وسوف نصبر ونصبر ونشد على أيديكم حتى نرى اليمن الجديد لكل اليمنيين والرحمة والمغفرة بإذن الله إلى "أبو الأحرار الزبيري" وهو يقول:
بحثت عن هبةً أحبوك ياوطني00 فلم أجد لك غير قلبي الدامي0
yhoo.com @BADY222444
فهمي بادي
يبقى الوطن 1807