ليدرك الجميع بأن من يحاول إشعال الحرب، أو يدعو إلى انفصالية وطائفية بأنه الخاسر والهالك حتما ولن يصلح عمله ولن يحقق مرامه على الإطلاق (وليعتبر من التاريخ والحقائق الأكيدة في فصوله وعصوره، بل من الواقع الراهن بأن من يعترض السبيل الحق واهم وخاسر)، وببلوغ أبناء اليمن إلى بر الأمان يكونوا جميعا وفي مقدمتهم شهداء وشباب الثورة صناع المجد، ومن يتمعن في صفحات التاريخ الحق وتحديداً الثورات الخالدة ومنها الثورات التي حقق بها أبناء اليمن حكاماً ومحكومين وشباباً وقبائل وجيش (كتلك التي سيرد بيانها في الفصل الثالث من كتاب إكليل الثورات الخالدة إن شاء الله تعالى) سيجد وكأن التاريخ يعيد صناعة نفسه اليوم، فهاهي الحكمة اليمانية من حكام ومحكومين تجسد وتسطر نفس الصفحات العريقة وهاهم بنو كهلان بن سبأ حماة ثغور بناء الدولة وساعدها الجسور، وهاهم بنو ذو ريدان (بنو حمير بن سبأ)، يضطلعون بحمل رآية قيادة اليمن إلى بر الأمان، وهاهم جميع الشباب ومن جميع القبائل والجيش يجسدون وحدتهم وغاياتهم الواحدة نحو بناء التاريخ والدولة والحضارة اليمنية الحديثة والارتقاء بها إلى مستوى الآية والجنتان كما كانت ووصفت في كتب السماء والأرض، وفي هذه اللحظات التاريخية المفصلية وكأن حال الكل يشدوا – بعد ذكر الله وشكره تعالى على منه على اليمن بالإيمان والحكمة والنصر – بعبارات شاعر اليمن الفضول وبأنغام بلبل اليمن (أيوب) :
كل قلب صار يشدو طرباً... لعناق ضم أبناء سبأ...
هاهنا كل ضمير مؤمن.. أنت محراب له يا واطني
وهنا راياتنا لن تنثني.. وهنا هاماتنا لن تنحني هامة منها لغير اليمن.
واصل السير يا تاريخ سجل مسير... واكتب على صفحة الأيام حرف المصير
هذي بلادي وأنا فلاحها والبتول...
لابد ما تلتقي فيه الفروع بالأصول...
وختاماً لهذا التكليل لابد من التذكير بالسنن والحقائق التالية :
إن التغيير الايجابي يتطلب ثورات إرادة عظيمة للتغلب على صغائر الأمور واستعباد الهوى والعادة والأحقاد، وهذا التغيير والثورة أمران مصيريان لكل فرد وشعب، فإما التغيير أو الزوال وهما من سنن الله تعالى في الخلق والإنسانية، قال تعالى (( إن الله يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).
-إن مسؤولية كل فرد في العمل من أجل التغيير الايجابي في الثورات الشعبية كالثورة الشبابية هذه مسؤولية أكبر وثمارها أو عقابها أكبر لأنها تتعلق بمصير كل إنسان وبمصير أجيال وأمم, قال تعالى ((وقفوهم إنهم مسؤلون)).
-إن أي أعمال تخريبية أو مكر سوء أو إثارة الفتن والطائفية والفرقة والانفصالية والاقتتال أو إعاقة التغيير الحق في هذه الثورات، ذلك افساد في الأرض ومصيره الفشل والخسران المبين لأصحابه في الدنيا والآخرة، قال تعالى ((أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون))، صدق الله العظيم والعاقبة للمتقين...
* أخر تكليل بآخر اكتشاف علمي : اكتشاف العالم أصله عربي :
ورد الخبر عن هذا الاكتشاف في الصفحة الأخيرة من صحيفة الثورة الرسمية في الجمهورية اليمنية بتاريخ 7 / 2 / 2012م، وهذا الاكتشاف العلمي من قبل جامعة غربية ومضمونه يشير إلى أن جميع الأعراق البشرية وشعوب العالم أصلها عربي انتقلت من الجزيرة العربية الى مختلف بقاع الأرض، وهذا يؤكد بعد - بيان القرآن الكريم – أصالة الوحدة اليمنية والعربية والإسلامية والإنسانية الفطرية السوية ويؤيد الحقائق الواردة في كتاب إكليل الثورات الخالدة وخصوصاً في فصله الأول، وهو ما تجسد في ثورة الشباب العربي وتكللت به في عامها الأول بنبض روح الوحدة الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية، ولم يشذ عنها إلا قلة ممن استفحلت فيهم أسقام العنصرية والطائفية ومن يغتصبون حكم ومقدرات شعوبهم وأمثالهم ممن يسعى إلى نفس سبيلهم السراب.
قال تعالى (( من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ))( فاطر : 10,8)، (( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ))( الأنفال : 37 ).
والله تعالى وحده من وراء القصد.
د /أحمد عبدالحافظ الحضرمي
تكليل الثورة الشبابية العربية في عامها الأول (5-5) 1779