المتابع لسياسة روسيا الشوعية عبر التاريخ يجدها ذات نظام استغلالي حاقد على الإسلام، فهي الدولة التي تنظر بعين المصلحة لثورات الربيع العربي وتعتبرها فرصة لتصريف أسلحتها المكدسة القديمة الصنع وبيعها لدكتاتورين في المنطقة العربية لقمع الشعوب المنتفضة والتي تنشد الحرية والعدالة والعيش بكرامة..
إن روسيا تبيع سلاحها للدكتاتور الأسد في سوريا ولا يهمها إن كانت بذلك تقتل شعباً يتطلع لبناء دولته المدنية التي دمرها الحليف بشار.
في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا مؤخراً.. استعملت روسيا والصين صلاحية رفض القرارات (الفيتو) بمجلس الأمن لإطالة جرائم الأسد بحق الشعب السوري الذي يتعرض للقتل والإبادة للشباب والنساء والرجال والأطفال والشيوخ هكذا بالجملة دون استثناء..
روسيا.. حاقدة على العروبة والإسلام منذ الزمن القديم وحتى اللحظة وقد سارت على طريقها الصين الشيوعية !! طبيعي أن أكثرية العرب والمسلمين خاصة يختلفون مع روسيا والصين الشيوعيتين أيدلوجيا وثقافيا فالشيوعية منذ انبثاق أفكارها الإلحادية وطرح فكرة الإيمان بالمادة أي الشيء الملموس التي تعارض معتقدات الإسلام وإيمانه بالغيبيات أصبحت على خلاف دائم مع الإسلام والمسلمين..
إن الثنائية للدب الروسي وللتنين الصيني هي صحوة لقوة عسكرية كبرى تمتلكها موسكو، ولقوة اقتصادية عملاقة تمتلكها بكين بحيث يمكن لهما معاً فرض دورهما وصياغة إستراتيجية دولية جديدة في مواجهة الإستراتيجية الغربية بعيداً عن وجود شرعية للأسد أو عدمها كما يقول رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي.
ويضيف الدكتور/صالح بكر الطيار بأن موسكو لن تتخلى بسهولة عن وجودها في البحار الدافئة من خلال إقامة قواعد عسكرية على الشواطئ السورية لما من شأن ذلك جعلها قادرة على امتلاك قوة رادعة في مواجهة شبكة الصواريخ الأميركية على لأراضي التركية، ومن تحكمها بورقة قابلة للصرف في أي مشروع سلام في الشرق الأوسط. دون إن نتجاهل احتمال ولادة حلف جديد يمتد من إيران، مروراً بالعراق وسورية، وصولاً إلى لبنان، وما يمكن لروسيا من لعب الدور الحاضن لمثل هذا الحلف إما بكين فإنها لم تعد تتخوف من مقاطعتها اقتصادياً من قبل الغرب لأنها أصبحت ضرورة لا غنى عنها في الاقتصاد العالمي ولأن الصين اليوم هي المنقذ لأميركا ولدول منطقة اليورو من أزماتها المالية عبر مئات المليارات من الدولارات التي استثمرتها في سندات خزينة هذه الدول.. لذا من الطبيعي أن تبدأ الصين بالكشف عن حقيقة طموحاتها الدولية والتي رأت أن تحقيقها يكمن في إقامة نوع من التحالف الإستراتيجي مع روسيا لمواجهة أي مد أسلامي، أو أي اعتداء هندي، أو تهديد نفطي يشكل خطراً على صناعاتها وبهذه الطريقة تمكنت الصين شيئاً فشيئاً من تفعيل حق "الفيتو" الذي تتمتع به لإعطاء انطباع ببدايات ظهور تعددية قطبية متنامية، ترسخ مع مرور الوقت ما يشبه أجواء الحرب الباردة.
وبمواجهة الملف النووي الإيراني، وملف السلام في الشرق الأوسط، مما يعني أن الفرصة متاحة الآن لكل من بكين وروسيا لاستغلال الضعف الغربي وفرض نوع من الشراكة في إدارة الأزمات الدولية. وما الأزمة السورية اليوم إلا محل تجربة لتعددية قطبية ناشئة وجدت في هذا الملف فرصة دون أن يكون الدافع شرعية أو عدم شرعية النظام السوري، أو بقاء أو عدم بقاء الرئيس بشار الأسد.
إيمان سهيل
سوريا بين الدب الروسي وتنين الصين 2180