;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

يوم من الدهر.. صنعناه بأيدينا 1918

2012-02-22 06:35:24


يا لروعة هذا الصباح وتجليات اليمانيين فيه وقد أتقنوا الاختيار فيه ورسموا لوحات جمال زرافات ووحدانا وحددوا بالضبط ماذا يريدون...ويا لبهاء هذا العرس الوطني المعطر بالأمنيات وأحلام الطيبين من أبناء بلدي وهم يضعون (الصح) خيارهم المستقبلي دونما وصاية أو دفع مسبق من أحد لأحد أو تزييف مشاعر وتزوير أصوات...ويا لهذا اليوم السامق الذي كتب اليمانيون فيه تاريخاً جديداً في الانتصار لقيم الحرية والعدالة والوحدة، فهو يوم ليس كما سواه،فيه أعز الله البلاد وجنبها الفوضى والاقتتال،وقال اليمانيون: نعم للفرح يضيء مساحات الوطن كله،وحريات تعلو خفاقة وللإنسان مرفوع الهامة يحدد بالضبط أين يكون من أجل بناء اليمن الجديد؟....يا لهذا اليوم الذي يتألق تقوى ويزيدنا وثوقية أن القادم أجمل، وأن الحياء عطاءٌ إنساني لا ينضب، لكأننا في هذا اليوم نجاور النجوم ونرسي فينا دعائم الغد ليأتي كما يشتهي الطيبون.. هو يوم منه انبثق فجر جديد وطلعت أزمنة من زمن، وحفل الإنسان بالثورة وهي قيم عليا وأتقن جغرافيا الانتماء إلى كل ذرة رمل وفتح مجالات الإبداع كحق من حقوق المواطنة المتساوية والشراكة المجتمعية.. بهكذا نراه يوماً زاهياً يغرد في الجوانح ويسبق الأمنية يجعلها متحققة، يمنحنا الضوء والسكينة، يجعلنا نتحسس آدميتنا ونشعر بوجودنا،نثق في القادم، نغني للفرح، نعلن مسؤوليتنا في البناء والتنمية، ونكتب (على هذه الأرض ما يستحق الحياة).. هكذا نرى إلى المتشكل هذا الصباح، إنه الوردة تتفتح، والقمر يكتمل والأنجم تنبض أملاً والزغاريد تتردد في الأرجاء، ونحن إيجابيون مع الوطن إلى أقصى مدى، نولع به ونحترم هذا التكون الجديد الذي يرسي مداميك عز وسؤدد ومجد، بهذا الجمال الباذخ هو يومنا المليء بالتقوى والإنسانية،ونحن نحدد بالضبط الفارق بين الماضي والمستقبل، من صباح يفترق عما سواه من الصباحات، من يوم استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، من لحظات أكثر من رائعة تستوطن الذاكرة بجماليتها بأناقتها، بكل ما فيها من حافزية للتطلع والبناء... وإن يوماً عند اليمنيين خير من 33عاماً خلت، فهو حلمهم المتحقق، هو الدمعة التي تدحرجت من مآقي أم على فلذة كبدها أستشهد من أجل اليمن عزاً، وهو أمنية شهيد كان بيننا ومعنا وصار في مقام الشهداء عند الله يبارك لنا هذا الخطو الطموح.... هكذا نحن نستمد من ذات اليوم المعنى الخلاق للانتصار الذي نريد، نكبر على جراحاتنا لنرى الأفق يتسع للحرية فقط، والأمل جذوة تتجدد تسقى من عرق الكادحين وأنين المظلومين، وقد رأوا في صوتهم ما يفيض بركة على ما فيهم من شكوى وقهر، ليتحول الألم إلى أمل وحب،وكأن هذا اليوم هو ما نريده أو هو إرادتنا تتموضع كما نرجو.... ويا ليوم باركته السماء بإيقاعات الحكمة... يوم يضيء فينا، يزيدنا ثقة بنا يجعلنا نزهو بمواطنة متساوية ترفض البقاء للأقوى... لذلك في هذا اليوم تقول الكلمة عن نفسها: إنها سماء، والحرف إنه أفق، واللون بحجم الوضوح... يوم منه بدأ اليمني زمناً يغاير السابق وينجز فيه النصر بامتياز، يجعله رهانا لا يقبل المساومة أو الخسران أو التعثر ولو قليلاًٍ بهكذا يتحدد خيار الإنسان المفعم بالفرح، وما يجعل القلب يطمئن ويستريح بعد طول قلق ومعاناة..

وإذاً هو تاريخ جديد يصنعه اليمانيون وهم يؤرخون للقادم بأنبل ما فيه من إشراقات... يوم يكتسب فيه الوطن دلالات عميقة في مجمل المتكون السياسي والاقتصادي والثقافي ويؤكد أن نضالات الشرفاء لم ولن تذهب هدرا، وأنها فينا لوحة عز وفخر، وأن هذا اليوم ملؤه عافية وسلامة بعد أن طال انتظاره وكاد أن يعذبنا حتى يجيء، فإذا ما استبان وشرقت شمسه رأينا المعنى العميق للصبر والإخلاص والمثابرة وتضحيات الشهداء الأبرار، الذي جعل الوطن يحوز شرف الانتماء إلى القادم... وإن يوماً عند الأحرار خير من33 عاماً.
mallawzy@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد