;
فهد ناجي علي
فهد ناجي علي

الشعب يريد بناء يمن جديد 1926

2012-02-22 06:28:38


الشعب يريد بناء يمن جديد.. هذا هو الشعار الذي رفعه الشباب ومكونات المجتمع المدني في الساحات لأكثر من 12شهراً مضت..وقد تم وضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم أمس الثلاثاء الحادي والعشرون من فبراير 2012م حيث أنني قمت بزيارة أكثر من 11مركز انتخابي في تعز ورأيت مدى إصرار هذا الشعب التواق إلى الحرية والتغيير أن يبني يمنه الجديد في ظل دولة مدنية تحترم إرادة الشعوب وتؤمن أن الشعب هو صاحب القرار وهو الباني للدولة المدنية الحديثة،احتشاد غير مسبوق للرجال والنساء للشباب والفتيات حتى أنه فاق كل التوقعات ونفذت الكروت الانتخابية من بعض المراكز بسبب هذا الإقبال.
الآن وقد انتهت حقبة علي عبدالله صالح، الطريق أمام اليمن أضحى معروفاً، ولكن مع إتباع نهج حذر يمكن تأسيس نظام ديمقراطي دائم، يجب على القيادة السياسية الجديدة في اليمن أن تنأى بنفسها عن الاحتفاء والتهنئة، وعليها أن تلتفت إلى ما هو أهم، من أجل إنقاذ اليمن من محنتها.
سيتوجب على اليمنيين أن يستجمعوا الشجاعة ويوظفوا مخيلتهم السياسية لابتكار نموذج سياسي، يكون مزيجا من الصبر والتسامح والقدرة على ممارسة الاختلاف وقبول الآخر، لنسج نظام ديمقراطي دائم في اليمن ما بعد علي عبدالله صالح.
والسؤال هو دائماً، بطبيعة الحال، كيف؟ تاريخياً في النظام الجمهوري الجديد بعد الحكم العائلي المطلق في، الخوف أمر لا مفر منه. وهنا تبرز الحاجة لمهارات الحلول الوسطية والتسويات الذكية، وهو ما يحتاج أيضا إلى رؤية تمكن من تشخيص وسبر أعماق المياه العشوائية لبناء مرحلة ما بعد السلطوية.
إن الشيء الذي يمكن الحديث عنه في "ثوراتى الربيع العربي" التي حدثت في العالم العربي، هو أن سلطة الشعب نجحت في إرسال رسائل مهمة إلى الطبقة السياسية في البلاد، في الماضي والحاضر، بطرق عدة:
أولاً: الشعب اليمني وحده هو الذي يملك هذه اللحظة التاريخية في الانتصار ضد الدكتاتورية. الشعب اليمني قد كسب الحق في أن تكون له السيادة وأن يعامل وفقا لذلك، وأي نظام سياسي ناجم عن ذلك ملزم بتكريس كون هذه اللحظة لهم وحدهم. ومؤسسيا، يتعين إعادة البناء السياسي بحيث تكون جميع الآليات منسجمة مع هذه السلطة وتمكن من عمل توازنات بين الحكومة والشعب.
ثانياً: لم تكن المساندة الغربية، ولم تكن المعارضة في المنفى هم من سجل الفوز ضد علي عبدالله صالح ونظامه، بل الشعب، والشعب وحده هو الذي أطاح بنظام صالح، هذه الهبة هي حركة عفوية بامتياز نابعة من الداخل.
ثالثاً: لا توجد حركة سياسية واحدة، زعيم أو أيديولوجية يمكن أن تزور التاريخ السياسي وتنسب هذا النصر لنفسها.. الشعب اليمني هو الذي انتصر ليقدم لنخبته، على طبق من فضة، فرصة نادرة لتصحيح أخطاء كثيرة ارتكبها الرئيس المخلوع.
رابعاً: محاولات تجميل الأداء السياسي غير مجدية. حتى علي عبدالله صالح، وبالرغم من توظيف خبراء من الولايات المتحدة لم تنجح في إخفاء العفن، وبدأ فشل عملية التمويه هذه بصورة واضحة في الأيام الأخيرة من حكمه حيث كانت عملية الطلاء تلك سببا في مزيد من الانحلال السياسي والخسارة.
وفشلت مصطلحات مثل "نشر الإرهاب" و"القاعدة" و"الحوثيين" وبدت وكأنها شاشة دخانية تحاول إصابة البصيرة اليمنية بالعمى ولكن دون جدوى، وفشلت المحسوبية السياسية الغربية ولغة الخطاب في وقف أو إضعاف موجة الرفض، لذلك فإن السير على نفس المنهج، انتهى بعلي عبدالله صالح إلى مزبلة التاريخ.
خامساً: في لحظة ويكيليكس لم تعد الدولة قادرة على السيطرة على وسائل الإعلام، خصوصا في عصر الفيسبوك، والتويتر، واليوتيوب. هذا الإعلام كان له دور كبير في إسقاط علي صالح. وفي هذا السياق فإنه لا يمكن نسيان دور قناة الجزيرة والجزيرة مباشر وسهيل ويمن شباب. وهنا تحضر الفكرة التي تحدث عنها ماكس ويبر فيما يتعلق بسيطرة الدولة، ولعل المعلومات، وامتلاك التكنولوجيا تلعب دوراً حاسماً في مصير الدول في العصر الحديث

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد