الأمل المعلق على حكومة الوفاق ليس عادياً بل هو بلسم للجروح التي خلفتها الثورة الشبابية وتفهم ذلك حكومة الوفاق جيداً وأن النظرات الموجهة إلى وزرائها كلاً على حده هي نظرات تلهف وترجي وتوسل وثقة خصوصاً بعد كل التصاريح التي يدلي بها هؤلاء الوزراء أمام وسائل الإعلام بشتى أنواعها بمنتهى الشفافية والصراحة ويشاهدها كل أبناء هذا الوطن وبطرق أو بأخرى تصل إلى مسامعهم، فالمواطن المسكين يعتبرها بل ويؤكد على أنها وعود منهم "الوزراء" لبناء مستقبل زاهر، حيث أن الوزير أو المسؤول يدلي بتصريحه وربما لا يدري كم من قلب أسر وكم من شاب ركن، خصوصاً، هذه التصاريح كثيراً ما نسمعها من أولئك الذي لطالما عرفناهم بالوطنية وبرغم ذلك المواطن لا يبالي كثيراً بما مضى من سبات غفلة وحب الذات إلا تلك التصرفات التي برحت الوطن كثيراً وآثارها لم تندمل، فالمرحلة الآن مثلما هي الفرصة الثمينة للتصميم فهي الأخيرة كذلك.
إن ما يزيد من تفاؤلنا ذلك الموقف الذي فقف فيه المواطن الإنسان الذي أحب وطنه وشهدت بذلك دموعه الأب الحنون/ محمد سالم باسندوة، لقد بكى لكباءه كل إنسان مخلص لوطنه ولديه إحساس بالمسؤولية وخرص بعض المشككون، لقد كانت صاعقة أننا نرى دموع إنسان مسؤول رفيع المستوى، حقاً إنها دموع اليقظة والصحوة الوطنية للوطن أجمع.. ووعد بالمستقبل الزاهر.
إذا هذا يبعث التفاؤل بل ويجعل بابه مفتوحاً على مصراعيه ولكن التفاؤل وحده لا يكفي فقد قال الشاعر
ونيل المطالب التمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وأنا أعتقد أن هذه المرحلة هي هدية الله ونعمته على هذه البلدة الطيبة..
إذاً ما هو العمل.. وعلى عاتق من يقع؟!.
كلنا يحلم ببناء وطن يمني مزدهر سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأعلنا جميعاً الوقوف يداً واحدة كل في مجال عمله ومهنته ومكانه لنخطو خطوات وندفع بعجلة التنمية إلى الأمام، إذ لا يقف الأمر عند حكومة الوفاق فقط وإن كان عليها الجزء الأكبر والمسؤولية العظمى ولكن تتوزع مسؤولية بناء وطننا على الجميع رجالاً ونساءاً شباباً وكباراً، فعلينا أولاً محاربة الفساد وأنا في رأيي أن الفساد متغلغل لدرجة أن الفرد الواحد لا يقدر على اجتثاثه ولو كان هذا الشخص "الفرد" رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو وزيراً، بل يجب أن يجتمع الجميع تحت سقف واحد وتدعمهم في ذلك وسائل الإعلام، طبعاً ومعهم كل أبناء الشعب النزيهين والوطنين صدر يراقب أعمال المسؤولين ليقول للمحسن أحسنت ويعينه على إحسانه ويقول للمسيئ أسأت وعلى الجهة القضائية إحقاق الحق والحكم على المفسدين.
في هذه الحالة نؤكد لكم ولادة وطن مزدهر ومتقدم وأما إن تقاعس أحد ورد اللوم على الآخر فعلى الدنيا السلام.. والانتخابات هي المرحلة الأولى والأهم لما من شأنه استقرار اليمن أمنياً وسياسياً واقتصادياً وعلى المواطنين بكل شرائحهم وأحزابهم والشباب على وجه الخصوص يقع مسؤولية الرقابة والتقويم بحزم ونزاهة بعيداً عن الحزبية والمناطقية والطائفية والسلام..
مدين القحطاني
حكومة الوفاق.. الأمل المعقود والدعم المطلوب 1727