تتميز شخصية الأخ المشير عبدربه منصور هادي بميزة مكتسبة من خصوصيتها التاريخية كشخصية عسكرية، فهادي واحد من أهم القادة العسكريين في الوطن العربي والعالم الذين استحقوا بجدارة لقب الجنرال الذهبي لأنهم في العلوم العسكرية وفي فنونها الإستراتيجية وتطبيقاتها العملية جمعوا بين المدرستين الشرقية والعربية في حقبة الحرب الباردة.
وحين تشهد السيرة الذاتية للمشير عبدربه بهذه الأهلية العلمية فإن الأداء العملي قد عزز هذه الكفاءة العلمية بخيرات الممارسة التي تدرجت به في وحدات الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة اليمنية قبل الوحدة وبعدها حتى بلغت به قمة الهيكل بصفته وزيراً للدفاع ثم نائباً للقائد الأعلى حتى وضعته الأقدار في موقع المسئول تاريخياً عن إدارة التحول الشامل في اليمن من موقعه الجديد في قمة السلطة رئيساً وقائداً أعلى.
ليست الأهلية العسكرية وحدها ما يميز شخصية القائد عبدربه، فهذه الأهلية لم تكن بكفاءتها العلمية وخبراتها العملية بعيدة عن الشأن الوطني عموماً والمجال السياسي تحديداً من حيث التأثير المتبادل بينهما في المسار التاريخي للنضال الوطني وصراعاته قبل الوحدة وبعدها.. لهذا نقول إن السمة العسكرية المميزة للمشير تتكافأ علماً وخبرة مع أهليته السياسية كقائد يتقن فن الممكن في إدارة الصراع السياسي.
لست هنا في مقام امتداح شخصية وطنية ينتظر صاحبها فرصته التاريخية ليكون الرئيس القادم لليمن، فما أقصده من هذه الإشارة الخاطفة هو بيان بعض السمات المميزة لإنسان وضعته حركة التاريخ العاصفة ببلاده في مواجهة تحديات الفرصة السانحة لصناعة التحول التاريخي الحاسم واللازم لبناء يمن جديد.
ومن المسلم به بداهة أن الأخ المشير عبدربه لا يمتلك بهذا التميز وبغيره عصا سحرية لصناعة النجاح وليس بمقدوره وحده اغتنام الفرصة السانحة بكفاءة واقتدار.. لهذا لا بد من بيان القصد في تعبيرنا الفرصة السانحة.
نحدد هنا الفرصة السانحة بالقول إنها التسوية السلمية للازمه اليمنية وهي الحالة القائمة الآن في المجال السياسي والشعبي والمتجهة تحت إدارة الجنرال ل الذهبي وفي ظل رئاسته القادمة نحو حوار وطني شامل يعالج كافة ملفات الأزمة الوطنية الشاملة ويعيد بناء اليمن على أسس الشراكة والمواطنة في دولة مدنية ونظام ديمقراطي وهنا تبدو مميزات الكفاءة والخبرة في شخصية المشير/ عبدربه محورية لتحقيق النجاح في إدارته لمقتضيات الأزمة اليمنية، إدارة تجسد اتزانه السياسي وتركيبته العسكرية كما تجسد الشراكة المتحققة الآن في التوافق عليه رئيسا والاتفاق عليها مرحلة انتقالية لبناء اليمن الجديد بعيداً عن مخلفات تقاسم المغانم وتقسيم الوطن والشعب.
كانت هذه مقدمة لازمة لاستشعار الأهمية الحيوية تاريخياً واستراتيجياً لهذه الفترة المشحونة بالفرصة السانحة لبناء يمن جديد بمستقبل مزدهر وهي الأهمية التي وضعت مصيرها بين يدي قائد يشهد له ما مضى من تاريخه العسكري والسياسي بالأهلية المتميزة دفعة كافية من التأييد الشعبي عبر صناديق الاقتراع لتعزيز شرعيته السياسية وترسيخ ثقته الشخصية بالنفس والشعب.
إن الحالة الاستثنائية التي فرضت التوافق على شخص المشير عبدربه مرشحاً وحيداً في الانتخابات الرئاسية المبكرة تجعل يوم الحادي والعشرين من فبراير الجاري يوماً للاستفتاء الشعبي على المرحلة والمهام وعلى القائد والتغيير.. لذلك أرى أن نطلق على ذلك اليوم يوم الاستفتاء الشعبي على التغيير والسلم والوفاق.
إن الذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم 21 فبراير القادم واجب وطني فرضته الفرصة السانحة للتحول الحاسم نحو بناء يمن جديد يجسد طموح الانتفاضة الشعبية ونضالها السلمي وعلينا أن نقاوم سلبية الاتكال على يقيننا القائم حول كونه أي الجنرال الذهبي رئيساً اليمن القادم بلا منافس، فالمشاركة الفاعلة في الانتخابات هو تجسيد لمشاركتنا في صناعة التغيير وتعزيز التوافق السياسي بشرعية شعبية كاملة ومكتملة، ذلك أن يوم 21 فبراير 2012م هو يوم للاستفتاء على اليمن الجديد ويوم للتعبير عن الإرادة الشعبية وانتصارها للحق الوطني في التغيير وبناء مستقبلها في يمن حر وسعيد.
عبدالله الدهمشي
الجنرال الذهبي رئيساً... 1758