لقد أظهر اليمنيون الشجاعة والعزم والالتزام في المضي قدماً والبدء بالانتقال السياسي والعدالة الاجتماعية خلال العام المنصرم، لقد فتحت هذه الروح الثورية الباب للعملية الانتقالية والانتقال السلمي للسلطة من خلال الانتخابات، حيث كان المجتمع الدولي موحداً في الحديث بصوت واحد دعماً لعملية الانتقال السياسي في اليمن والطموحات المشروعة للشعب اليمني.
لقد قدم الشعب اليمني الكثير من التضحيات السنة الماضية حيث فقد المئات من المواطنين أرواحهم وجرح المئات وعانت الفئات الأضعف في المجتمع من زيادة أسعار السلع الأساسية وانعدام الكهرباء والمياه وانتشار المواجهات المسلحة ونقاط التفتيش في المدن اليمنية. وكانت اليمن على حافة صراع خطير.
لقد بدأت اليمن صفحة جديدة منذ التوقيع على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر، وعلى الرغم من وجود تحديات كبيرة لاسيما في الجانب الأمني وفي تقديم الخدمات الاجتماعية وشمولية العملية لجميع الأطراف، فقد حدثت تغيرات ملحوظة وبشكل متزايد في ظل ظروف استثنائية بفضل جهود نائب الرئيس وحكومة الوفاق الوطني واللجنة الأمنية والعسكرية.
ستمكن الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير نائب الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني من العمل معاً والتواصل مع جميع القوى السياسية وتمهد الطريق لعملية الحوار الوطني والاستجابة للتطلعات الكبيرة للشعب اليمني.. وتبذل جهود خاصة للتواصل مع الأطراف غير الموقعة على المبادرة الخليجية وإشراكها في العملية السياسية الشاملة، وستستغرق هذه العملية الكثير من الوقت في حين تواجه اليمن تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، لكن الانتخابات تعد الخطوة الأولى نحو دولة مدنية تحترم حقوق جميع اليمنيين.
تتكون المبادرة الخليجية من مرحلتين: المرحلة الأولى منها سمحت ببناء المؤسسات الانتقالية وتحسين الجانب الأمني والإعداد والتحضير للانتخابات الرئاسية المبكرة والتي ستعقد في 21 فبراير، وستنقضي المرحلة الأولى غداً بعقد الانتخابات الرئاسية المبكرة، وستفتح الانتخابات الباب لمرحلة انتقالية من سنتين والتي ستسمح لجميع فئات المجتمع اليمني في المشاركة في عميلة الحوار الوطني والإصلاحات الدستورية لبناء دولة مدنية حديثة وديمقراطية.
إن المشاركة الواسعة لليمنيين في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات يمثل علامة فارقة في عملية التحول في اليمن، فالتصويت في هذه الانتخابات يعد تصويتاً من أجل فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن، صفحة تعد بالتغيير الذي لطالما انتظره اليمنيون.
ولهذا تعد الانتخابات فرصة ذهبية لجميع القوى السياسية اليمنية لتترك ورائها المماحكات السياسية والعمل بنية مخلصة وإقرار التزامها بالعمل من أجل مستقبل أفضل، وعلى الرغم من طوول ووعورة الطريق إلا أن اليمنيين قد أثبتوا قدرتهم على التوافق والعمل سوية لبناء دولة جديدة.
ويلتزم الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالعمل مع حكومة الوفاق الوطني لضمان المشاركة الواسعة في الانتخابات وعقد حوار وطني ذي مصداقية يشمل جميع اليمنيين في إطار مبادئ التسامح والتعايش.
رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن
بقلم السفير/ ميكيليه سيرفونه دورسو
الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير.. محطة هامة في عملية التحول في اليمن 1726