استفتاء21 فبراير لمرشح الرئاسة التوافقي عبدربه منصور هادي بإرادة حرة لجماهير الشعب اليمني هو في الحقيقة طي لصفحة نظام شمولي هيمن على مقاليد الحكم والحياة مستأثراً بالسلطة والثروة والقوة طيلة 33 عاماً مستخدماً أساليب ديمقراطية شكلية أخرت من سقوطه ورحيله. وهذا اليوم نسدل فيه الستار ونواري فيه نظام الهيمنة والشمول والإقصاء .
وفي هذا اليوم نضع حجر الأساس لنظام تشاركي عادل يقوم على أساس التوزيع العادل للثروة والحياد التام والمسؤول للقوة والتغيير الديمقراطي للسلطة وفيه يمهد اليمنيون طريقاً لوضع حد للمشكلة اليمنية المزمنة وهي الهيمنة على السلطة والقوة والثروة وإقصاء الغالبية العظمى، مما جعل السمة السائدة في حياة النخب هو الصراع على السلطة قديماً وحديثاً، مما كان له الأثر السيئ على حياة الإنسان اليمني وكرامته وأمنه واستقراره وعيشه.
وقد كنا على موعد مع الثورات السلمية التي كسرت أسوار الهيمنة والشمولية لأنظمة دكتاتورية مؤكدة حق الشعوب في الثورات على أنظمة الجور والهيمنة ومجددة أهداف الثورات السابقة .
والحرية المسؤولة هي أولى ثمار الثورات السلمية ومناخ لطرح القضايا التي تمس جوهر المشكلة لأعراضها ومناقشة كافة الملفات الساخنة بها . معترفين بوجهات النظر الأخرى والرؤى المتعددة دون إقصاء أو هيمنة من طرف على طرف، حتى نصل إلى مشروع عقد اجتماعي يؤسس لشراكة حقيقية، يقوم على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص واحترام كرامة وحقوق الإنسان اليمني دون تمييز.. حرية التعبير والتفكير في ظل الثواب المجمع عليها في الأمة مكفول للجميع.
ونحن في فرصة تاريخية نضع فيها حلاً جذرياً لجوهر المشكلة (الهيمنة والإقصاء) ولا نظل نعالج أعراض المشكلة وجزيئاتها، التي لا تلبي تطلعات شباب الثورة والأمة واستحقاقات اللحظة الراهنة، مما يجعل أصل المشكلة وجوهرها مستمرة بسبب الإناء الطاغية والذات الأحادية التي تجعلنا نتعصب تعصباً أعمى لأفكارنا ومعتقداتنا المهيمنة على السلطة والقوة والثروة، فنصادر حق الآخرين بذلك.
وتظل القاعدة: الجزء يهيمن على السلطة والقوة والثروة والغالبية العظمى بعيدون عن ذلك، مما يجعلنا نظل في دوامة الصراع والعنف المتكرر .
يحيى الهمداني
21 فبراير حجر الأساس لبناء الشراكة الحقيقية 1602