لقد حققت وتكللت ثورة الشباب العربي في عامها الأول بالعديد من الانتصارات وبشائر الخير، نختار منها تبعاً لعلاقتها بموضوع الثورات الخالدة إكليل وتكليل أولى الانتصارات الداخلية والعالمية التالية:
أ‌.   الانتصار الأول للثورة والفوز الأول فيها:
-   الانتصار الأول للثورة: يتمثل الانتصار الأول للثورات الشبابية العربية ليس بإسقاط الأنظمة المستبدة فحسب بل وبإجراء أول انتخابات نزيهة والتي كشفت عن أن إرادة الشعوب كانت مزيفة ومسلوبة والثور حققت أول انتصار في تحرير هذه الإرادة .
-   الفوز الأول في الثورة : ويتمثل بفوز الإسلاميين في جميع الانتخابات التي أجريت حتى الآن، في تونس وفي المغرب وفي مصر، وهذا الفوز يدل على أن الإسلام هو الحق وهو الأصلح دين ودولة، وهذا الفوز تتجسد فيه سنة الله تعالى في وراثة الأرض التي فيها يجعل الله سبحانه وراثة الأرض أولا للمؤمنين الصالحين أي الذين يجسدون الغاية الإنسانية بأسسها الصالحة كاملة في الدين والدولة والحضارة المدنية، ثم لمن هو أصلح من البشر ممن يقيم الدولة والعمران على الأسس المدنية وان لم يكن مسلماً ومؤمناً، دون المسلم والعابد الذي لا يقيمها، قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض), وقوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحين), وهذه السنة ثابتة وواضحة بجلاء في جميع العصور والفصول المبينة في (إكليل كتاب الثورات الخالدة), وفي هذا الفوز تكريماً وابتلاءً وإملاءً من الله تعالى لمن يأخذ بنهج الإسلام دين ودولة وعلى الأحزاب الإسلامية الفائزة إدراك هذه السنة والحقيقة وأن تتحمل مسؤوليتها الدينية والتاريخية في تجسيد أسس الدولة المدنية الإسلامية الرشيدة الحقة التي تكون للناس هدى ورحمة, ما لم فسينزع الله تعالى منها ملكه ويحاسبها مرتين على أمانة تجسيد الإسلام بحقيقته وعلى أمانة إقامتها للحكم والدولة بحقهما, ويورث الأرض من بعدها لعباده الأصلح منها وإن كانوا غير مسلمين, والعبرة والجوهر في كل تتوقف على المعرفة والدولة المدنية, كما لا ينبغي على الداخل والخارج التخوف من حكم الإسلاميين, لأن الميدان والصندوق سيكون معيار منح السلطة أو نزعها فيهم وفي غيرهم ليكون الشعب دوماً هو الحاكم, والشعوب لا تتآمر ولا تضر بالشعوب.
ب‌.    إكليل رمزي المدنية والحرية العالمية:
-   جائزة نوبل للسلام: تكلل العام2011م عام الثورة الشبابية العربية بنيل الناشطة والقيادية في الثورة الشبابية اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام.
-   جائزة الحرية: أيضاً نيل شباب من الثورة العربية لجائزة الاتحاد الأوروبي (ساخاروف لحرية الفكر), وهم التونسي محمد بوعزيزي مشعل الثورة, والمصرية أسماء محفوظ, والليبي أحمد الزبير أحمد السنوسي, والمحامية السورية رازان زيتونه, ورسام الكاريكاتير السوري علي فرزات.
وإن نيل شباب من الثورات العربية لكل من الجائزتين وغيرهما له دلالات ايجابية وعميقة بغض النظر عن المؤيدين والمعارضين, ومن أهم دلالات هذا النيل, أولاً أنه يعكس عمق وسعة أفق سنة التدافع الإنساني وجوهر النزعة الإنسانية الفطرية السليمة في دعم الحق في الإنسانية، وأن المعرفة والحقوق المدنية والنضال من أجلهما ذلك من جوهر الحق والواجب الإنسانيين وهو ما يؤكد بأن هذه الثورات بطابعها القائم هي حق وواجب، كما يؤكد على أهمية ومكانة دور المرأة في الثورة وعلى أهمية ومكانة سلمية الثورة أيضا، وثانيا منح الجائزتين لناشطين من الثورة هذه يعكس مكانة كلا من الجائزتين ومصداقية مصدرهما والقائمين عليهما ويعكس مكانتهما ودورهما في دعم المعرفة والسلام ( المدنية) على مستوى الإنسانية والذي يعد من الأدوار الريادية في دعم الثورات الخالد ( في المعرفة والمدنية والسلام ).
وأولاً وأخيراً إن هذا النيل هو أمر مقدر وتكريم وابتلاء من الله تعالى لمن نالها بصفة خاصة وللثورة الشبابية العربية بصفة عامة وفيه بشرى خير بفضل الله سبحانه قال تعالى (وما أصابكم من خير فمن الله).