يصر البعض على معارضته لانتخابات 21 فبراير، بل ويعتبرها مصيرية وكأن الظروف مواتية لانتخابات حقيقية يمكن أن تفرز نتائج مرضية للجميع ولا تعيدنا إلى المربع الأولى بعد أكثر من عام على الثورة, مع أن القوى الوطنية العريقة وذات الحضور السياسي المشهود تكاد تجمع على أنها –الانتخابات - بمثابة خطوة إلى مرحلة تمهيدية قادمة تهيئ الأرضية السياسية لتنافس انتخابي حقيقي يمكن من خلالها الوصول إلى نتائج تعكس ديمقراطية جديرة بالاحترام لا مجرد شعارات أو أداة تلميع سياسية، بل وتجمع هذه القوى على أن فشل هذه الانتخابات يعني عودة صالح رئيساً إن كان هؤلاء يعقلون, وفيما يبدو أنهم أمام مأزق ذاتي وربما أنهم لا يرون في الانتخابات طريقاً نحو السلطة أو بمعنى أدق هم لا يثقون في أنفسهم, إنهم يعانون من ضعف حضورهم الجماهيري، لأن المشاريع الصغيرة (ضيقة الأفق) لا تستهوي الجماهير ولا تجد في الشعوب الأبية والحرة بيئة صالحة للنماء, دعنا من هذا ولندع القصة للأيام لترينا الصالح للبقاء والمنكفئ على أفكار لا تنمو في شعب عظيم كالشعب اليمني.
عمد المعارضون إلى استخدام القوة كسبيل لمعارضتهم في خطوة تعد دليلاً على ضعفهم، وإلا فمن يثق بقوته وتأثيره على المشهد لا يستخدم القوة كأداة لتحقيق رغباته، وإنما يكفيه أن يصدر بياناً أو أن يطلق تصريحاً إعلامياً يتلقاه جمهوره كقرار صادر من قيادة جديرة بالثقة, لا كدعوات متشنجة ذات أفق ضيق لا تنسجم والوضع الحالي سواء المحلي أو الدولي, إننا نقول لكل من يهدد ويزبد أو لمن بدأ فعلاً باستخدام القوة لفرض رأيه إن زمن الاستبداد قد ولى وإن الواثق من جمهوره لا يفرض رأيه على المجتمع وإنما تفرض المشاريع الكبيرة والأفكار العظيم نفسها على الجمهور.
تغريدة:
الأفكار العظيمة لا تحتاج إلى القوة، لأن قوتها في عظمتها.
توفيق الخليدي
ما أضعفهم!! 1701