قال المفكر العربي الكبير/ محمد حسنين هيكل، في إجابته على السؤال ما هو برنامج الثورة المطلوب بعد الإطاحة بمبارك وتنحيه وإمساك المجلس العسكري بالسلطة؟!.. كل ما يمكن جمع سياق معانيه بعيداً عن حرفية الإجابة بأنه التفصيل العلمي والعملي لهدفين تلاقت عليهما إرادة أغلب جماهير الشعب الثائر وأعلنتهما بصيغة العموم وهما إسقاط النظام وتصفية آثار فساده المتراكمة في الواقع وبناء الدولة المدنية الحديثة تفصيلاً نظرياً مصدره جميع جماهير الثورة بنموذج يحبه الجميع يكون بمثابة أوامر ونواهي وجدول أعمال لأي سلطه سواء انتقاليه أو منتخبه هذا هو سياق التعريف بالمقابلة المطولة التي أجرتها صحيفة الأهرام في مايو 2011م مع منظر الثورات العربية وقد علا صوته للثوار عالياً مطالباً جميعهم بصياغة برنامج لثورتهم المصرية تكون تلك خصائصه مركزاً على أبرز فائدة للبرنامج وأهمها تقييد المجلس العسكري وأي سلطة منتخبة أو انتقالية بجدول أعمال سينص عليه البرنامج، يحمل أوامر ونواهي افعلوا ولا تفعلوا لها قوة قانونية ومعنوية ملزمة على إيقاعات مطالب شباب الثورة وصمام أمانها يحميها من اللصوص، فلم تسمع الدموع الثائرة يومها ولم تعر الموضوع اهتماماً، فماذا كانت النتيجة تعثرت الثورة وسهل على المجلس العسكري الالتواء وما يزال عراك تلك الثورة العظيمة مع المجلس العسكري كبيراً ولما كانت مسلمات الإيمانية التي ينعقد عليها إجماع الوعي الجمعي العربي أينما كان في اليمن أو مصر أو غيرها تتجلى في واحدية الثورات العربية وتشابهها إلى حد التطابق مصدراً وأهدافاً ووسائل، لأنها انتفاضة الجسد الواحد العربي بحكم عوامل التاريخ والثقافة والمصير فما أحوج ثورتنا اليمنية في هذه المرحلة من تاريخها مضى سنة من تفجرها في 11فبراير 2011م وقد عظمت تضحياتها بآلاف مؤلفة من دماء شبابها قتلاً وثلاثين ألف جريح، إضافة إلى تخريب وتشريد في أبين وتعز وصنعاء والحصبة ونهم وأرحب وما تزال التضحيات تتوالى وتمكنت من إسقاط رأس النظام إلى صياغة برنامجاً تفصيلياً لها تكون مواصفاته هي تلك الواردة في سياق التعريف الهيكلي الذي حوى بجدارة الهيكل العام لبرنامج أي ثورة عربية من ثورات الربيع العربي تنظوي تحته تفصيلات لبرامج فرعية عديدة تصل إلى خمسين برنامج فرعي شاملة برامج دمج الجيش وكيفية دمجه وكيفية إجراء التعديلات الدستورية المطلوبة وبرنامج الإصلاح الوظيفي وشؤون الوظيفة العامة والتخطيط الحضري وبرنامج النهوض الصناعي وضبط المقاييس والجودة والنهوض الزراعي ومكافحة التهريب والإصلاح النقابي وتوفير فرص العمل للعاطلين وكيفية إصلاح القضاء وجهاز النيابة العامة والشرطة والأوقاف والإرشاد وقطاع المواصلات والملاحة جواً وبراً وبحراً، وإصلاح التعليم وضبط القطاع المالي الإيرادي للدولة وقطاع النفط وبرامج النهوض السياحي والتنقيب عن الآثار والحفاظ عليها ورد ما قد سرق منها...إلخ.
أضف إلى ذلك اختلالات المحافظات الجنوبية التي تراكمت بفعل النظام البائد وغيره من تفصيلات بناء الدولة المدنية الحديثة وتصفيات تراكمات الفساد السابق على الثورة ومن جموع تفصيل جميع تلك العناصر التي يصعب سردها جميع في هذه المتناولة لصياغة برنامج ثورة فبراير اليمنية وهذا هو المقصود بالتفصيل الوارد في سياق التعريف للبرنامج الثوري وبهذا يكون برنامج الثورة المطلوب صياغته ذو شقين شق عام مجرد والهدفان المعلنان آنفي الذكر وشق تفصيلي للعام المجرد وكل من التفصيل والعموم مصدره الشعب وينبغي أن يكون مصدره الشعب الثائر والجموع الثائرة.. فهل أنجزت برنامج لثورتها؟!.
المحامي/ سلطان أحمد الوافي
تعريف برنامج الثورة اليمنية.. ثورة 11 فبراير 2176