أكثر ما يحز في النفس أن الوسط الرياضي أصبح كالأسفنجة الرخوة والنتنة, حيث اجتاحته موجة (رمرمة) أتت على الأخلاق, وانحطت بالقيم إلى حد أمسى فيه الشرف (هبل), والشجاعة تهمة, النصب فخر, و(البجاحة) شطارة, وللص الجبان (فحفوح)..!, كل هذا السفه أدى إلى تصحر مساحات الإبداع, وتجفيف منابعه, وحل محله قبح متنكر في هيئة محسن!.
قلنا أكثر من مرة بأننا لن نتستر على خرق, ولن ننساق خلف مزاعم لكي ننتزع حق, ونثبت الرذيلة, وإن صمتنا يجعل من الحق مخلوق قاصر, وهذا كفيل بمنحهم شرعية الوصايا على حاضرنا ومستقبلنا, بعد أن خسفت (الطرطرتهم) بماضينا!.. نحسب أنها زلة لسان، ولكن حضورها كان أكثر نقاء من ضميره.
نعم سعادة الأمين العام (الطحطوح), فذلك زمن مختلف, وكم نتمنى أن نتبرأ و نبرأ من درنه, فقد كان زمن الحركات والمواقف المطاطية, وثقافة (اتبعني تجدني) التي حلقت غيمته السوداء في سماء رياضتنا, وجعلتها خليط من السياسة والوجاهة والوضاعة.. زمن مثخن بالثقوب, ومثقل بالعورات طفت على سطحه في غفلة منه الشخصيات النافقة لتصبح سيدة الموقف والقرار, فكان من الطبيعي أن تكون زاوية الرؤية منحرفة, ومن العادة أن تكون كرامة اللوائح هدف (للمرمطة)..!, زمن كانت فيه النظم (تتهندل), كل رنة بقرار, وكل نحنحة بثمن, وبإشارة سبابة يتم قيد (زفة) محترفين مع منافعهم.. ومازلنا ندرك بأن لا شيء تغير أو سيتغير, وكل ما في الأمر أنهم سيكفرون بعبادة الحجر, ويعتنقون مذهب النار!.
إن تنظر لجنة مسابقات اتحاد كرة القدم في الاحتجاج المقدم من إدارة نادي الهلال, وتتخذ قرار إداري بحق نادي التلال لإشراكه لاعب محترف غير مقيد, وأن يكون الإجراءات حسب اللوائح معاقبته, واعتباره خاسر للمباراة التي انتهت نتيجتها بالتعادل, وتمنح نقاطها إلى الخصم (الحديدي), كل ذلك لا خلاف عليه, وأمر يحدث في جميع مسابقات العالم, ونبصم لهم بأصابعنا, ونثني عليهم بجوارحنا, ونهتف (ينصر دينكم ودين لوائحكم) التي أبت إلا أن تنتصر للحق, ولكن مربط الفرس يكمن في السيناريو (العرطة), والإخراج المفبرك, ولاستعانة بمهارات القص, واللصق, والحذف لإصدار قرار التأديب, وفرمان التأنيب, و(لطلفسة) التي تخرج لنا لسانها, ويبصق لعابها في وجوهنا, وتزيد وجه دورينا شحوبا و ضمورا, أيها المطففين أن المعضلة ليس في سحب نقطة, إنما في الوزن, ومعايير الكيل!.
إن موقف جبهة المسابقات تفوح منها رائحة العفن, وهذا يعزز من قناعتنا بأن الزور والبهتان حقوقه محفوظة باسم (الشيباني) وشركائه.. إن اللوحة السريالية للمباراة الحدث تم رسم خطوطها وتفاصيلها هذه المرة (بباكورة), وشفرة حلاقة, (فالمهدي) أخذت إرادته المسيرة المقاسات, و(الدرزي الشيباني) فصل وطرز, و(أبو زيد) تبرج, و(تمخطر) ثم (طنش) وتنصل, وبما أن كبير العميد قزم كان لا مفر للجسد الأحمر العاري من تقمص الثوب (الحجري), والكوفية (الزنجباري), ويعتمر المئزر (التهامي)!, هذا المشهد الهزلي الظاهر فقط من موقعة ملعب (حقات) التي دارة أحداثها في الجولة السادسة من ذهاب دوري النخبة, ولكن الشيطان يسكن في التفاصيل, فحالة التخبط والعسر الذي تعيشها القلعة كانت مصدر إغراء, وجعلت كهنة (المكبة) يتنبئون بأنها لقمة سهلة المضغ والبلع, أن نقاط المباراة في جيب الفانلة (الزرقاء), فلم يهمهم حينها أن كان اللاعب المحترف مخلوق فضائي هبط من كوكب آخر, أم كائن قذفته الأمواج على شواطئ صيرة, ولكن حين سارت الأمور باتجاه مختلف, وبما لا يشتهون, فزوا من قيلولتهم, وغلبهم حنينهم إلى (البعسسة), وعصروا طحالب مخهم, وأفتوا بإعادة القياسات, ورفعوا (صميل) اللوائح, وخيطوا به قميص جديد, وفي نهاية الحفلة النرجسية توج نادي الرئيس - بحسب الأعراف - عريس!.
إن مزادات (الهشك بشك) استفردت بدورينا التعيس, وجعلت بعض الأندية (ملطشة) للتربص الممقوت, ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نحزم خصر الجارية لترقص على (وحده ونص)!, منه له, وعليه العوض!.
ياسر الأعسم
زل لسانك يا (دكتور).. فذاك زمن مختلف..! 2380