;
د. الهام با شراحيل
د. الهام با شراحيل

وطن عقيم من أرق أفئدة وألين قلوباً 1952

2012-02-16 03:26:27


 من المواطنة اليمنية إلى من لا يحب اليمن ولا يرحم عدن، أقولها بكل صدق .. إن كانت المواطنة تعني لكم التدمير والقضاء على اليمن وتهديم عدن، أقولها للطفيليين الذين يتوهمون بأن اليمن لا ولن تقوم إلا بهم،لا نريد انتماءكم إلى هذا الوطن ألف مرة .. إنكم تسقطون اليمن للهاوية، وتعدمون عروس البحر عدن، أقولها ألف مرة لا أريد هذا الانتماء، انها المؤامرة ..غارقون في أحقادنا، كيدنا لبعضنا وثأرنا، غارقون في بيع الذمم والوطن، سابحون في عالم الفوضى وحب الأنا.. إنه الإفراط في حب الوطن الذي لا أثر في الصدق فيه.
إقرأوا تاريخ الثورات، من المؤلم حقاً أن نرى حال ما أصبح عليه اليمنيون، أنظروا إلى ما آلت إليه عدن، بين الهمجية في التعامل والفوضى في الشوارع، وقطع الأواصر وجلب العداوة والبغضاء، أخذنا وراءها ذيولا من العداوات وأظهرنا الوجه الآخر، البربرية والانحطاط متناسين أوجه حضارتنا العريقة ..
هذا هو الربيع اليمني أو هذه الهمجية والفوضى والتي قضت على كل آمال الربيع اليمني فوضى! تخلف!جهل! سرقة بلطجة، لا آداب في الطريق.. إننا نحترق من الربيع هذا! ماذا ينتظرنا في الخريف والشتاء اليمني إننا ننهش لحم بعضنا،، عدن تنزف، البعض يستمتع والبعض الآخر مغلول الأيدي علينا الخروج من هذا دون الغرق في الشعارات وأن نعمل على إعادة بناء الوطن قبل أن يسجل لنا تسجيل خروج واللاعودة، علينا أن نقف وقفة احتجاج في وجه قوة السلاح والفوضى والبلطجة،، نحن بحاجة إلى الإصلاح والتصحيح وليس لرضاعة الفوضى والرعب والترهيب.. لقد غابت البهجة وانطفأت أنوار عدن وهجرت الابتسامة حياتنا اليومية ونعيش في طقوس إطلاق النار والألعاب النارية والخوف والرهبة، إنها الكآبة لا حياة ولا موت مآسي يومية نسمعها، غريزة الإنسان أصبحت تتحكم في شوارعنا البعض بدأ يدرك أن هذه الهمجية أصبحت جزءاً منا قتل ذاك وذبح هذا إطلاق نار في الشوارع لا نعرف مصدره شباب يقتل بدم بارد على مرأ ومسمع الجميع وفي يوم مبارك يوم الجمعة، إنها الطامة الكبرى.
سؤال هل الهمجية وجدناها أم أنها متأصلة فينا والعطش للدماء والبلطجة ودق الأعناق بلا رحمة موجود بداخلنا أو هكذا جاءت ودخلت بدون استئذان.. بدأت أدرك أن هذه الهمجية متأصلة فينا، بل إننا غارقون في الهمجية والجهل، يجب أن نفرق بين الثورة والفوضى، الثورة هي الرضا والحق وإزهاق الباطل، والفوضى هي سلب حقوق الآخرين والباطل الذي لا صدق فيه.
 جاء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام برسالته (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) ((وأنك على خلق عظيم))، إنسان حمل العدالة السماوية والقلب الطيب الكبير، متواضع كريم إنه الرجل الذي غير البشرية، من الجاهلية إلى النور.. ماذا يسود في أرضنا وبأمة محمد، وبدينه، هذا ليس بالدين الذي أورثنا نبينا محمد، لقد ابتعدنا عنه وقل الإيمان في قلوبنا، جرس إنذار لما آلت إليه أخلاق شبابنا من تدهور، تصرفات الطريق أصبحت أخلاقيات الغابة التي لا قانون ولا شريعة تحكمها، أفهم شر الطريق هي الحوادث المرورية، أما الآن شر الطريق هي الألسنة البشرية وتصرفاتهم والألفاظ الذميمة والخادشة للحياة، التي أصبحت جزء من حياتنا اليومية، وغيرها من الألفاظ القبيحة والتي تصل لحد التشليح للعرض والشرف، لا خجل ولا براءة في الصغار ولا احترام ولا عقلية لدى الكبار.. شعب يتفاخر بالفوضى، لقد خذلنا تاريخنا ووطنا وإيماننا وأفئدتنا الرحيمة.
علينا تحصين الوطن الذي شارف على الانهيار، من الفوضى وتخريب الأفراد له، ويجب علينا معرفة من الذي يحب هذه الأرض أن يحرص على مصلح الوطن والفرد،، وإعادة الحياة لمجتمعنا بالفعل وإيجاد أيادي نظيفة وقادرة على إخراجنا من هذا الواقع، أما الذين يشاطرون ويتفهلوون ويصنعون قوانين لأنفسهم يجب ردعهم،، فريق منقسم يعمل على تدمير الأمة والمجتمع وتخريب القيم ويسحبنا إلى الفوضى والخراب، وفريق يريد أن يخرجنا من هذا الوضع وينهض بنا ويرجعنا إلى الأصيل...ارتفعوا جمعياً فوق أية خلافات أو أطماع، الثورة لن تؤتي أكلها في ظل استمرار الهرج والمرج والفوضى والانفلات الأمني السائد. 
لماذا فرطنا بالمعاني الطبية؟ لماذا تناسينا تراثنا واستبدلناها بالتخلف؟ لو اختلفنا مع بعض فلابد للاختلاف أن يدفعنا لتقديم أفضل ما عندنا، لماذا نعجز عن قبول بعضنا البعض؟ لماذا أصبحت خلافاتنا مدمرة تخرجنا من القيمة والمبادئ.
الطريق أمامنا طويل وشاق وحياتنا أصبحت مليئة بالأخطار، ونحن كأفراد في هذا المجتمع مدينون للوطن يجب أن نظهر له مكارم الأخلاق وروح التعاون والإحسان لبعضنا، وإسداء النصح وعمل المعروف والنهي عن المنكر، قول الله تبارك وتعالى (( تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) عَنْ جَابِرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ(( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ, وَأَقرَبكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيامَةِ أَحاسِنُكُم أَخْلاقاً, وَإِنَّ مِن أَبْغَضِكُمْ إِليَّ, وَأَبعَدِكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ, الثَّرْثَارُونَ, وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ))
اللهم الطف بنا وارحمنا وأنت خير الرحمين،
اللهم أحفظ اليمن وما يحيك لها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد