لا ندعي أنه إنسان خارق للعادة, ولكن في وطن تحكمه سلالة الفساد, وتعصره تقاليد الرجس, و أوشكت أن تنقرض فيه الصفات الحميدة, وتكاد القدوة الحسنة أن تصبح عملة نادرة، فإن وجود شخص ضميره حي, وناصيته بيضاء في هذا المناخ الملوث قد لا يكون الاستثناء الوحيد, ولكن بتأكيد يبعث عن التفاؤل, ويبشر بالخير.
ليس ملاك.. ولكنه إنسان يعيش بوجه واحد.. فعندما يتواصل معك من بعيد تدهشك بساطته, وإذا جمعتكم الصدفة يوما في مكان عام, لا تختلف صورته عن صوته, إن نبرات حديثه مسارها مستقيم لا يسكنها النشاز, ولا تشعر للحظة بأنها تميل إلى التشنج, أو تحمل في طياتها حقد لفرد, وشماتة في جماعة.
ليس أفندم أو شيخ قبيلة, ولكنه سيد موقفه, ووفيا لأصله, وابن لمدينة تتفاخر بتحضرها, ويجذبك صدقه, وإحساسه النبيل بالآخرين, أمنياته أن تعود الأشياء لأصلها, والحقوق لأهلها, وهو مثله كالكثيرين يتطلع إلى صناعة رياضة ترتقي بالجودة, وأندية تخلع رداء الوصايا لتسير نحو المستقبل بخطوات ثابتة, وتتجاوز حدود تعثرها, وترنحها.
إن الأخ عدنان الكاف, شخص وهبه الله من لدنه نعمة ورشد, ويدرك جيدا بأن المال وحده ليس مقياسا حقيقيا لمعادن الرجال, وأن المرء حيث يضع نفسه, و لا عزاء لمن تسوقه رغباته على حساب مروته, كما أن أنصاف الحلول تصيبه بالصداع, ويكره أن تصبح أفعاله يوما محل شبهة أو مثار جدل, و لا يقبل أن يبني على أرضية هشة, وأساس هزيل, أو يكون جزءً من مشهد العبث.
بعيدا عن برودة المواقف المتخاذلة, لا يختلف اثنان بأن الأخ عدنان الكاف, هو الرجل المناسب لقيادة نادي التلال في هذه المرحلة الحرجة, كما نعتقد بأن كل من يحزنهم وضع ناديهم المزري يدفعون بالدفة في اتجاهه, فالقلعة الحمراء بين سندان الوقت, ومطرقة الإهمال والتجاهل, ويتمنون أن يقبل المهمة اليوم قبل بكرة, ولكن حتى لا تكون مواقف البعض نوع من المزايدة, فإن على الجميع أن يعلم بأن (الكاف) لا يتردد, ولا يدخر أدنى جهد, ولا يترك مناسبة لدعم النادي الذي يعشقه, بغض النظر أن كان من داخل هذا الكيان, أو من خارجه, ولكن هناك من يزعجهم, ويثير حفيظتهم أن يبسط يده للعميد, وفي الوقت نفسه يفرشون البساط الأحمر للذين لا تربطهم بالقلعة صلة رحم أو قربى!.
ومن ناحية أخرى, الجميع يعلم بأن نادي التلال اليوم يشبه السفينة المثقوبة, فقد كبلته حلقات وخزعبلات الصرف, وتركته مرهون, وغارق في غثاء الديون, وأصبح عظمة, وهذا يعني بأن من يتطوع لإدارته كمن يقبض على جمرة, ومع كل هذا حين عرضوا على (الكاف) الحضور كمنقذ على رأس إدارته لحين موعد الانتخابات, انشرح صدره, ووجد أن الدعوة بحد ذاتها شرف, وابدأ استعداده بشرط أن يعرف رأسه من أطرافه, فبعيدا عن رقص الشفائف, والوعود المجانية, والشخبطة على ذيل ورقة, كانت وجهة نظرة بأن يتم عمل محضر رسمي يقر بموجبه جميع المعنيين بالمديونية القائمة, والوثائق المرهونة, وتصادق على صحته الجمعية العمومية, وأطراف من وزارة الشباب والرياضة, وغايته أن يخلي ذمته, ومسئوليته, ويقطع صلته (بعك) الحقبة الماضية!.
إن الأخ عدنان الكاف لا يشغل نفسه على الأقل في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به العميد, بتوجيه أصابع الاتهام أو الإدانة لأحد, أو منح حصانة لطرف, ولا يسعى لإصدار قرار تحت البند السابع, وكل همه أن يخرج التلال من أوجاعه ومحنته, ويأبى أن يدخل إلى النادي الكبير من شرخ السياسة الضيق, إنما من باب الانتماء, والعشق الواسع.
يا أبناء القلعة التلالية الكرام, إن أرخص العشق عشق الكلام, كما أن المحن تظهر معادن الرجال, الكرة الآن في ملعبكم, فالذي يشعر بالألم ليس كالذي يسمع عنه!.
ياسر الأعسم
عدنان الكاف.. شمعة في الظلام 2755