لقد كان يوماً بل أياماً في ذاكرتي وذاكرة من شاركنا في مسيرة الحياة التاريخية التي شارك فيها شباب الثورة الشعبية السلمية التي دخلت تأريخ ثورتنا فبعد الورد والشموع وحفاوة الضيافة في إب وذمار .
ففي وادي مظلم وبعد عناء طويل و عندما اشتد بنا البرد في خدار أوقدنا النار لتخفف علينا بردها القارص وبتنا بعدها على رصيف المدرسة التي لا أكاد اذكر اسمها لأنها تذكرني بليلة قاسية
عانينا كثيراً ووحدها عناية رب السماء الذي لم يكن بيننا وبينه اي حجاب كانت معنا تحفنا وتملأنا السكينة والأمان لا اعرف كيف جاء النعاس رحمة من عند الله
انطلقنا صباحاً وصلنا إلي جولة الحياة ( دار سلم) في حالة شبه انهيار جسدي وبروح ثورية تعانق عنان السماء كان في انتظارنا حفل استقبال ولا ادري من أين أتتنا القوة قتل منا الشهداء أمام أعيننا اختلطت دموعنا في فرحنا ولقاء من جاء لاستقبالنا من إخواننا وأصدقائنا وأهلنا سررنا و سرنا معاً بقلوب يملؤها حب هذا الوطن.
وبعد الفرحة جاء دور القمع ورصاصات الغدر التي اخترقت صدورنا العارية لتقضي علينا وعلى ما تبقى من نشاط بعد العناء والتعب في قمة التعب والجوع و في عملية الكر والفرمن الغاز والمياه الحارة نحن ومن ندعوهم حماة الوطن !
كانت تنطلق الرصاصات من فوهات بنادقهم من خلف الكواليس لا نكاد نسمع أزيزها حتى يسقط مصاب أو شهيد بجانبنا,نتخبط أين نذهب بمصبينا الأرض جرداء لا يوجد مستشفي قريب
اقفل بوجوهنا كل شيء ما عدا رحمة الله العلى العظيم.
لا ندري لماذا وما هو سبب قتلنا هل دماؤنا رخيصة؟ !أم هي الحصانة لما قبل وبعد؟!
نصرخ نحن أخوانكم صدورنا عارية تصطدم صرختنا برصاصهم وتعود .
رغم كل المعانة كانت قلوبنا تخفق بالحب هذا الوطن وإيماننا بعدالة الثورة وبحقنا بالعيش الكريم والحر لكن الثمن باهظ ..
سقط منا الشهيد وأسقي جسده الطاهر تربة هذا الوطن الغالي وبقي حذائه غاليا وسقط منا الجريح وبقي دمه وساماً قي صدورنا
ولمسيرة الحياة حياة وذكريات وموت وجريح وثمن.
عصام الكمالي
من ذاكرة مسيرة الحياة.. رصاصات غادرة في صدور عارية 1641