القاعدة في شهر عسل، تتجول من رداع إلى تعز، قبلها في أبين ومناطق أخرى، هناك من يجرب مستوى فعالية استعمال القاعدة كتهديد، أو كسد لوقف مد الثورة الشعبية حتى على مستوى الوعي الشعبي، واختبار كيف ستكون ردة فعل الساحات، لأن الطرف المستفيد وراء تنقلات جماعات القاعدة واثق ومتحكم بردة فعل الدولة ممثلة بأجهزة أمنية وجيش لا يحرك ساكناً.. هذا بجانب مسار توليد أحزاب الإسلام المتشدد، باليمن يأخذ الأمر شكل سباق مع ولادة ما يوصف أحزاب الإسلام الإيراني..
الجماهير الثائرة لن يقف في طريقهم شيء.. أن تقول المعارضة أن تحركات القاعدة من عمل النظام المتلاشي.. غير كاف، فبحكم تحكمها بإدارة الساحات والخطاب الإعلامي للثورة عبر وسائلها، عليها واجب أن تحسن توجيه الخطاب وجمهور الساحات والرأي العام، لأن جماعات القاعدة أصلية كانت أو مسرحية، سيفكرون طويلا لو عرفوا أنهم سيواجهون الثورة الشعبية في أي مدينة يفكرون غزوها.. كما أنهم لن يتحلوا بأدنى سبب للحركة والتنقل بثقة، إذا ووجهوا بخطاب إعلامي مسئول وإعداد ثوري في الساحات، طالما يبدو باسندوة وحكومته وهادي وسلطته غير مستعدين للتعامل بمسئولية، مع هذه التمثيليات المدمرة، ويتركون مجالا لما تبقى من ألاعيب صالح أو غيره.
على الثورة أن تحمي نفسها بزيادة الوعي الثوري وحشد المعنويات لمواجهة الأخطار التي تدخل مدننا على سيارات الدولة وتتسلم مفاتيحها في مأدبات.. على المعارضة إثبات نزاهتها عن أي تواطؤ مع مسلسل برنامج القاعدة المتجولة، من خلال تسخير وسائلها ومديري الساحات من صفها، لمواجهة تهديد برنامج القاعدة المتنقلة ببرنامج إعلامي مضاد وتظاهرات في كل المدن.. ثقوا إن الشارع العام جاهز لهذا، وكونوا انتم مستعدون وفي مستوى المسئولية ولو لمرة واحدة..
لاعتبار أن الدولة وأجهزتها ما تزال مختطفة وغير موجودة للقيام بدورها في مثل هذه الفراغات الأمنية، التي يسهل استغلالها لجماعات تحمل اسم القاعدة وأخواتها، ما لم يكن خاطفو الدولة وراء مسلسل القاعدة، مهمة ساسة المعارضة ومبرمجي خطابها الإعلامي ومن يضعون جداول الساحات وعناوين التظاهرات،الآن، وضع ما تسمى جماعات القاعدة، في طريق الملايين من الثوار الذين لن يقف في طريقهم شيء.. سواء أتت تحركات هذه الجماعات بدفع ذاتي، أو كانت مدفوعة من طرف خفي، اقتحام المدن واحتلالها والتمترس فيها بالأسلحة تهديد للمدن، وللحياة فيها وللأمل الذي يحمله مشروع الثورة الشعبية، كما يتيح، في غفلة من الزمن، تمرينات سهلة لجماعات صغيرة للتلاعب باليمن..ومصيره.
عبدالعالم بجاش
القاعدة في شهر عسل 1552