لا حياة بلا أمن وأمان.. وبلا استقرار غذائي، فالحياة فوضى لا تطاق قال تعالى :" الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، فالأمن نعمة الخالق منحها الإنسان، فلماذا يحاول بعضنا أن يحرم الناس من عطية الله التي خصّه بها لتعيش في سعادة وهناء وتتفرغ للعمل والبناء.
يقول أحد الأخيار إن الجوع سبب البلاء، به يقتل المرء أخيه ويسرق الشخص الشريف، فالحياة مع الجوع مستحيلة ولا تسمى حياة بقدر ما هي حياة فوضى وعيشة ضنكاً.
إذا انعدم الأمن حل الخوف وكانت الرهبة وانعكس ذلك سلباً على كل مقومات الحياة، فلا يمكن لأمة أن تنهض أو تزرع أو تبني وتعمر إن لم يكن هناك أمن وسلام وبدون الأمن تنقطع الصلة بين الناس وتسود العداوة وسوء الظن وتتجذّر الكراهية في النفوس وتصبح العيشة بلا مودة تعيسة والأمن ضرورة لازمة في كل زمان ومكان لا يمكن لأمة.
فأين هو الأمن والاستقرار وكثير من الشعوب العربية يفتك بها الجوع ولا يلتفت إليها أحد وفي ظل عولمة جعلت المعادلة الوحيدة إن يزداد الثري ثراء والفقير فقراً وذلك كما يبدو على مستوى العالم برمته وليس في عدد من البلدان، فالغلبة للأقوياء يسومون فيه الناس سوء العذاب دون رادع من ضمير أو دين.. لا مكان فيه للضعفاء الذين يتجرعون غصص الجوع والخوف والفقر والمرض.. ما أحوج الدول النامية اليوم لتكريس الأمن بكافة أنواعه، ولاسيما الغذائي لنكسر هيمنة أنظمة تجردت من الإنسانية وخلعت ثوب الحياء وأدارت ظهرها لكل ما نزلت به شرائع السماء وما نادى به المصلحون.
ولعل العالم بأسره والعالم العربي خاصة أحوج ما يكون هذه الأيام للأمن الذي افتقدناه كثيراً وسط هذه الأمواج العاتية التي تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم.
إيمان سهيل
لا حياة بلا أمن وأمان 2106