يُبدي بعض من شباب الثورة الحزبين استيائهم من الاتهامات أو كما يسميها بعضهم حدة اللهجة في كتاباتي تجاه أحزاب اللقاء المشترك على الرغم من أن شباب هذه الأحزاب قد تواجدوا بهذه الثورة منذ اللحظة الأولى التي خرج فيها الشباب اليمنيون مطالبون بإسقاط النظام وإقامة الدولة المدنية الحديثة .

_قبل أن أجيب على أخواني الثوار لا بد لي في البداية ولكي لا ابخس الناس أشيائهم أن أكرر وأؤُكد على ما قلته مراراً وتكراراً: (إن شباب الأحزاب كانوا ولا زالوا متواجدون في ساحات الحرية والتغير مشاركون في الاعتصام وفي المسيرات السلمية جنباً إلى جنب مع أخوانهم شباب الثورة المستقلين, بل أن المتواجدين في الساحات والمسيرات السلمية هم من كافة أبناء الشعب اليمني على اختلاف منابرهم ومشاربهم لا فضل لأحد على أحد إلا بقدر الاستعداد للتضحية) هذا ما قلته دائماً وعلى من يظن غير ذلك أن يرجع البصر كرتين في كتاباتي التي هي في الأساس كلمات وجمل وتعبير مفعم بأحاسيس ثورية وغليان ثوري ممتزج برغبة حقيقية في التغيير وإصرار كبير على إقامة الدولة المدنية الحديثة أنقلها من على شفاه شباب يستشعر تماماً مسئوليته التاريخية حيال الثورة والمرحلة الراهنة شباب يرابط منذ عشرة أشهر في ساحات الشرف والكرامة متحملاً حرارة الشمس وقسوة البرد وقلة الزاد مُتَحَدين الرصاص والقذائف التي يطلقها عليهم الجبناء من وراء جدر.

أيها الثوار في ساحات الشرف والكرامة،أيها الشباب الساعي إلى بناء يمن جديد يسوده العدل والمساواة والحرية,لا يخفى عنكم ما هو حادث اليوم على الساحة السياسية في وطننا الحبيب بدء من توقيع المبادرة الخليجية الصالحية وانتهاً بتشكيل الحكومة التي يرأسها شكلياً محمد سالم باسندوه ويتحكم بقراراتها فعلياً وبحسب آلية المبادرة الخبيثة علي صالح المتخفي بصورة عبد ربه منصور ـ نائب رئيس الجمهورية اليمنية.

-أيها الثوار اشحذوا الهمم وارفعوا الرؤوس, فالمرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد والثورة على السواء تتطلب اليقظة من الرجال الأوفياء لمصلحة الشعب وأهداف الثورة, فلا يخفى على أحد اليوم من أن نظام صالح الفاسد قد دفع بعملائه إلى الساحات وأطلق الشائعات الرامية إلى تمزيق لحمتنا, وتشتيت صفوفنا, وتحوير ثورتنا بتحوير أفكارنا مستغلاً بمكر الثعالب وخبث التماسيح ما أقدم عليه قادة اللقاء المشترك -تحت الضغوط السعودية والأمريكية وضعف الرؤية السياسية لديهم- من فعل نقل قادة المشترك من خط الشراكة مع شباب الثورة إلى خط الشراكة مع نظام صالح الفاسد المستبد والمتهم بقتل وجرح أكثر من( 21 )ألف مواطن يمني خلال عشرة أشهر من عمر الثورة .

-أيها الشباب ثقوا تماماً من أنه لم يكن لنا في يوم من الأيام معرفة سابقة بقادة أحزاب اللقاء المشترك لذلك نحن لا نحمل تجاههم أية أحقاد, أيها الشباب نحن ننتقد أفعالاً وليس أشخاصاً, نحن لا نبني رفضنا للمبادرة ورفضنا لحكومة الوفاق كما يسمونها على أوهام أو تخيلات, نحن نبني رفضنا على أساس معطيات حقيقية سواء كانت معطيات سياسية:تاريخية وأنية, أو معطيات موضوعية وميدانية .

-أن حديثنا تجاه قادة المشترك ليس حديث الغريم العدو ولكنه حديث الشريك الناصح,نحن لا نشكك أبداً بنوايا وأماني قادة المشترك جراء إقدامهم على المشاركة في الحكومة مع بقايا النظام الفاسد ولكننا نقول لهم وبكل احترام أن نواياكم لا تكفي،ولا مكان هنا للأماني، فالمعطيات الموضوعية للمبادرة والآلية الخبيثة واضحة,والمعطيات التاريخية الإجرامية لنظام صالح واضحة,فعلا أي شيء تراهنون؟ وإلى أين تذهبون بهذا الشعب الطيب؟.

 إن المعطيات على الساحة السياسية واضحة وأخرها ليس ببعيد، ففي حديث له يقول عبد ربه منصور بصراحة (أنا لا استطيع العمل في هذا الوضع إلا بدعم علي عبدا لله صالح والمؤتمر الشعبي العام ولا أحب أن أضع نفسي في هذا الوضع ولكن بتكليف من علي عبدا لله صالح وبتكليف المؤتمر الشعبي العام قبلت)يقول هذا الرئيس المفترض نه (توافقي)مشيراً إلى الرئيس المفترض أنه (مخلوع)على مرأى ومسمع من قادة اللقاء المشترك.

-أيها الشباب: لقد كانت ولا زالت رؤية قادة اللقاء المشترك للثورة مختلفة تماماً عما هي عليه عند قواعدهم الشبابية التي رفضت المبادرة وشيعت جنازتها,فلا ينزغ بينكم علي صالح, ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ثورتكم،أيها الشباب في ساحات الشرف والكرامة اجعلوا تسامحكم فوق دسائس عملاء صالح, واجعلوا تلاحمكم فوق مكائدهم,وصبركم فوق تربصهم,وتذكروا دائماً أننا اجتمعنا من أجل مصلحة شعب ولم نجتمع من أجل مصلحة شخصية أو حزبية أو طائفية أو مناطقية.

-أيها الشباب أنتم رهان هذا الشعب, فلا تلهكم المبادرة, ولا تشغلكم الحكومة الجديدة, اتركوها تعمل واتركوا قادة المشترك-فان أحسنوا أحسنوا لأنفسهم وأن أساءوا فعليها-أيها الشباب انشغلوا بثورتكم وعملوا على توحيد رؤاكم, ووحدة صفوفكم,واستلهموا قوتكم من قوة أهدافكم وتضحيات شهدائكم,ومضوا بثورتكم وتذكروا أنكم انتم حرية هذا الشعب وأنكم انتم كرامة هذا الشعب وانتم ضمانة مستقبل أفضل لهذا الشعب.    المسئول الإعلامي لمجلس شباب الثورة الشعبية