1 ) الثورات لا تخوض معركتها في الخارج، عندما تستعين الثورة بالخارج، فإنها تتحول إلى تمرد مسلح.. ليس أكثر.
ثوار اليمن وعوا هذه الحقيقة، ولذلك فإنهم لم يطالبوا بأي تدخل خارجي من أي نوع رغم كل ما فعله النظام بهم.
2 ) ثوار اليمن لم يرفضوا التدخل الأجنبي فحسب ، ولكنهم أصروا على الحفاظ على سلمية ثورتهم كي لا يمنحوا النظام الفرصة للاحتكام للغة القوة التي يجيدها ولا يعرف سواها .
الشعب اليمني الذي يمتلك ما يقرب من خمسين مليون قطعة سلاح، وقف حتى الآن في وجه خيار عسكرة الثورة، استجابة للقيادات الشابة ومن ضمنها المناضلة والصحفية توكل كرمان التي حذرت من محاولات جر النظام للثوار لاستخدام نفس الوسائل القائمة على العنف .
مع مرور كل يوم تتضح صوابية وجهة نظر هذه المناضلة التي تمثل تيار الشباب ، والتي تقول بأن مشكلة النظام مع ثورة الشباب تكمن في عدم قدرة النظام على فهم منهج اللاعنف وعلى عجزه عن التعامل معه .
3 ) الثورة ليست حركة احتجاج تهدف للإصلاح، من يستكثر تقديم الدماء مهراً للثورة فعليه ألا يخوض غمارها من الأساس.. إدراك الثوار اليمنيين لهذه الحقيقة ، هو الذي ألهمهم الاستمرار في مواصلة نهجهم القائم على اللاعنف رغم كل الدعوات التي أطلقها بعض من نفد صبرهم ، للجوء إلى لغة السلاح .
الدم هو الذي يطهر الثورة ويحافظ على نقائها ويضمن مستقبلها .
4 ) رغم أن للثورة غايات سياسية ، فإن الثورة لها منطقها الخاص الذي لا يرتهن لمنطق السياسة ولا لحسابات وموازين القوى .
الثورة عمل جماهيري يهدف إلى تصحيح مسار العمل السياسي عن طريق فرض شرعية الجماهير كمرجعية وحيدة ونهائية، الثوار اليمنيون يعرفون ذلك جيدا ، ولذلك فهم لا يهتمون كثيرا بمواقف الخارج ولا يسعون إلى حشد التأييد لقضيتهم إلا عبر المنظمات الحقوقية التابعة لهيئة الأمم المتحدة .
5 ) الثورة اليمنية لم تكن هي أول ثورة سلمية ، لقد سبقتها كل من الثورة التونسية والمصرية، لكن هناك فرق بكل تأكيد بين من لجأ إلى خيار اللاعنف مضطراً وبين من لجأ إليه مختاراً، بهذا المعنى فإن الثورة اليمنية هي الثورة السلمية الوحيدة .
× نقلاً عن المدينة السعودية