لا شك أن لكل إنسان دافع يكمن وراء فعله, وشباب الثورة لهم دافع يكمن وراء تفجيرهم لثورة 11 فبراير وهو دافع لا يخفى على أحد، فالظلم والاستبداد والفقر والجهل والمرض والفساد الذي تعاني منه البلاد كل هذا يعد دافعاً قوياً, كما أن رغبة الشباب بتغيير الحكم العسكري وإقامة دولة مدنية تواكب العصر وتضمن لهم حياة كريمة, دولة أساسها العدل والمساواة والحرية دافع يستحق التضحيات التي يقدمها الشباب , وكذلك فان للرئيس السابق علي صالح الذي أسقطه الشباب وخلعوا عنه شرعيته له دوافعه وأسبابه التي دفعت به إلى قتل شباب الثورة السلميين, فهو من وجهة نظره يدافع على ملكه الذي يعتقده, ومجده الذي بناه على شفا جرف هاو، فأنهار به في مزبلة التاريخ, هذا بالإضافة إلى أن علي صالح يعتقد أنه هو من صنع اليمن وأنه رجل (ما جبتوش ولاّدة), وأنه يمتلك من الدهاء والخبث ما يجعله متفوقاً على غرمائه السياسيين والعسكريين, وأنه كما يقول أفضل (الرقاصين) على رؤوس الثعابين, وأنه يملك من الذكاء ما جعله يقدم على قتل النساء مع علمه أن قتل النساء في عادات المجتمع اليمني وتقاليده عيب أسود وسقوط أخلاقي، ولكن يبدو أنه قرأ لميكيافلي "بأن الغاية تبرر الوسيلة" .
وأحمد النجل, له هو الأخر مبرراته في قصف وتدمير المدن على رؤوس ساكنيها, فهو يرى أنه يدافع عن حقه في الملك (الإرث) ويحافظ على الأموال التي كسبها والده من عمله على حساب الشركات والدول الأجنبية في اليمن، بالإضافة إلى وظيفته الرئيسية التي يرى شباب الثورة أنه أكتسب منها ثروة غير مشروعة, ودفاعاً عن هذا المُلك والجاه والمال الذي يضمن لهم الاستمرار في استعباد العباد وفعل ما يشاؤون في البلاد.. أقدم بقية الأبناء على قتل المدنيين من الرجال والنساء والأطفال لإجبارهم على الرضوخ للنظام الغارق في الفساد, كما يستميت كبار الضباط وأركان الجيش في الدفاع عن رموز الفساد الذين يقفون وراء امتلاكهم للقصور والفلل والعمارات وملايين الريالات والدولارات, وكذلك يفعل المرتزقة.
ولكن السؤال هنا: على ماذا يدافع الجنود في الحرس الجمهوري والأمن المركزي؟ ومقابل ماذا يرتكبون جرم القتل والتدمير؟ هل تساوي عشرة أو عشرين أو خمسين أو مائة ألف ريال هذا الجرم الذي سيعود عليهم لاحقاً بالخزي والعار، بالإضافة إلى السجن وربما الإعدام, ألا ينظر هؤلاء الجنود إلى حقيقة وواقع الأمر؟، هل يدافع هؤلاء الجنود عن القصور والفلل التي تسكنها عائلاتهم الفقيرة ليموتون دونها؟، هل يملكون ملايين الريالات؟، وهل لديهم أرصدة في بنوك سويسرا بالدولارات؟!، أم أن هؤلاء الجنود يدافعون على الفقر الذي تعيشه أسرهم والجهل الذي تعاني منه قراهم وبلادهم؟، أم أنهم يحنون إلى أيام الظلم والتعسف والتهميش الذي كان يمارس ضدهم من قادتهم العسكريين؟، أم أن الله قد كتب عليهم البقاء في الاستعباد والعذاب المهين كما كتبه الله على الجن الذين سخرهم عبيداً لنبي الله سليمان عليه السلام، إذ ظل الجن خاضعين لسليمان - عليه السلام- ينفذون أوامره التي أمرهم بها، ظانين أنه أمامهم نائم على كرسي المُلك وهو ميت، ولولا أن أكلت منساة الأرض (ألأرضه) خشب عصاه المتوكئ عليها وسقط سليمان عليه السلام للبث الجن في العذاب المهين كما يفعل من بقى من جنود الأمن المركزي والحرس الجمهوري اليوم, فعلي صالح قد أصبح من الماضي ونظامه أصبح نظاماً ميتاً، فعلى ماذا تراهنون أيها الشرفاء؟!.
*قيادي في الثورة الشبابية الشعبية.