يوم أمس الأول السبت تم الإعلان بصورة رسمية عن ضياع (11) مليون ريال من أموال الشباب في هذا البلد، وهي الأموال التي أنفقت على بطولة الرئيس الصالح الدولية العاشرة للشطرنج التي نظمها الاتحاد العام للعبة على صالة نادي ضباط الشرطة في العاصمة صنعاء، واستمرت عدة أيام تحت مباركة كاملة من وزارة الشباب والرياضة، وفي حفل حضره نائب الوزير الإرياني والوكيل العواضي!!.
هل توجد وزارة في هذا العالم توافق على صرف مبلغ مالي لإقامة تظاهرة رياضية لا تقام في موعدها مثلما حدث مع بطولة الشطرنج التي حدد لها اتحاد اللعبة موعدا في شهر أبريل، ثم أقيمت بعد ستة أشهر برعاية حكومية.. والغريب أن رئيس اتحاد اللعبة العذري رد على انتقاد الإعلام الرياضي لهذه المخالفة المالية من وزارة الشباب واتحاد اللعبة في كلمة ختام البطولة بالقول: "إن اتحاده واجه بعض المناشط الخاصة من خلال موازنة البطولة"، وهو اعتراف ضمني أن المبلغ التقديري الذي حدد لهذه البطولة كان مبالغا فيه، وإلا كيف تسنى لاتحاده إقامة البطولة، واستقطاع مبالغ لإقامة مناشط أخرى.
يقيني الشخصي أن السبب الرئيس لتدهور الرياضة اليمنية يكمن في سوء استغلال الموارد المالية المتاحة من الدولة على الفعاليات الرياضية المختلفة، فهناك ملايين تصرف على فعاليات ديكورية يذهب (شحمها ولحمها) لحمران العيون!!، وهناك أندية ومواهب تفترش الأرض في وزاة الشباب لاستجداء تمويل أو رعاية منشأة رياضية، ولا تجد معين فقط أن المبلغ الذي تسلمه اتحاد الشطرنج يعادل ضعفين ونيف ما يتسلمه نادٍ بحجم أهلي صنعاء والتلال خلال موسم كامل يرعى فيها أكثر من (3000) شاب في مختلف الألعاب!.
هل تدرك الوزارة أن شابا اسمه حسن العيدروس توج ثاني أفضل معلق رياضي في برنامج رعته إذاعة وتلفزيون الخليج بالتعاون مع هيئة شئون الإعلام بمملكة البحرين، وشارك فيها ثلاثمائة معلق من دول الخليج.. أكيد أننا سوف نكتفي بالفرجة مع تألق كل شاب يمني في الخارج بالقول صوتوا له، وهناك من يصوت على مواهبنا التي تموت دون أن يكتشفها أحد.
لنترك الملايين التي ذهبت إدراج الرياح بصورة قانونية وتحت نظر الوزارة التي قد يكون لذكاء رئيس اتحاد الشطرنج العذري وأموره الطيبة في كل دهاليز الوزارة مفعول السحر في إقامة البطولة بأي شكل من أشكال الجوانب الفنية، فالبطولة تحت مسمى (الدولية)، وتقام في إطار (محلي) بحت مع احترامي لموضوع التصنيف الذي لم يكن يصر عليه العذري عندما كان يستقدم الجاليات المقيمة في اليمن تحت مسمى المنتخبات العربية والقارية، ودعونا نتساءل ماذا لو طلب مدير ملعب من ملاعب خليجي عشرين هذا المبلغ لصيانة ملعب سوف يتعرض للتلف بالرغم من حداثته!!.. هل كان سيتحصل على هذا المبلغ بهذه السهولة؟!!.. أترك الإجابة لكم!!.