يتحدث قادة اللقاء المشترك وأعضاء المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية وعلى رأسهم رئيس المجلس الوطني المكلف بتشكيل حكومة الوفاق الوطني كما تسميها (المبادرة) وكذلك الأمين العام لتحضيرية الحوار الوطني باطمئنان وأضح أنه وبتوقيع علي صالح على المبادرة الخليجية تكون الثورة قد حققت أول أهدافها المتمثل برحيل صالح عن السلطة، فإذا ما كانت هذه القيادات مطمئنة إلى حقيقة رحيل صالح، فمن الذي يصدر الأوامر اليوم لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي المتمركزة في مستشفى الثورة والمعهد الصحي وكذلك المتمركزة على التبات المحيطة بمدينة تعز بقصف الأحياء السكنية الآمنة بصورة عشوائية طوال ليل الأربعاء ونهار الخميس والجمعة، محدثة الرعب والفزع بين الأهالي ومخلفة عدداً من القتلى والجرحى من الرجال والنساء والأطفال، كما أدى القصف العنيف إلى تدمير عدد من المباني السكنية والمحال التجارية وتقطيع أوصال المدينة الحالمة بالأمن والسلام ألا تعتبر هذه الأفعال الإجرامية رسالة واضحة وضوح الشمس جلية كضوء النهار ترسلها قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي لقادة المشترك وأبناء الشعب اليمني يقولون في مفادها أيها الواهمون لكم حبر القلم ولنا القوة، ولكم لفافة الورق ولنا الرصاص والصواريخ والمدافع، لكم وهم الدعم الدولي ولنا الأمر الواقع على الأرض.
نعم لقد قتلوا وجرحوا ودمروا غير أبهين بالمبادرة، وغير أبهين بحكومة الوفاق، وغير أبهين بمجلس الأمن وقراراته لقد بددوا حلم السلم الذي حلمنا به مع توقيع المبادرة، لقد سرقوا ابتسامات الصغار، قهروا الرجال ودكوا جدران البيوت، وأجهضوا فرحتنا بالنور القادم.
إلى قادة المشترك:
أهذا هو وعدكم لأبناء شعبكم الذين وثقوا بكم، أهذا هو الأمن والأمان الذي جئتمونا به عبر هذه المبادرة، ألم تعلنوا مراراً وتكراراً خلال الأيام القليلة الماضية بأن علي صالح قد رحل علي صالح أصبح من الماضي، فمن يقتلنا اليوم من يقتل الأطفال من يقتل النساء من يقتل الشباب من الذي يقصف ومن الذي يدمر, ولمن نوجه أصابع الاتهام ومن نسأل ونحاكم في دماء الشهداء.
أيها الأخوة أعلموا جيداً أنكم تعبرون إلى حكومة الوفاق على أجساد الشهداء ودماء الجرحى وبكى الأطفال وعويل النساء،أيها الأخوة عليكم اليوم تحمل مسئوليتكم التاريخية أمام شباب الثورة، وتجاه كافة أبناء الشعب، عليكم اليوم الوقوف بمسئولية أمام آلة القتل لهذا النظام الفاسد المستبد، فأما أن تعلنوا للشعب من الذي يرتكب هذه الجرائم وتقدموه للمحاسبة كونكم اليوم تقفون على رأس الحكومة أو أن تتحملوا المسئولية نتيجة لإقدامكم على الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب، معتمدين على دعم سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن رغم علمكم أن المبادرة التي ارتضيتم بها مليئة بالعوائق التي ستقف أمامكم، مليئة بالأروان والمطبات والحفر والمصائب والفواجع التي ستحول بالتأكيد دون السماح لكم بأداء المهام المناطة بكم.
إلى مجلس الأمن:
شكراً لصمتكم أمام قتل أبناء مدينة تعز, شكراً لصمتكم أمام قصف وتدمير مدينة تعز, تعز السلام، تعز الإخاء، تعز الديمقراطية، تعز واجهة الدولة المدنية الحديثة.
sohmb@hotmail.com