لاشك أن شباب الثورة الذين رفضوا المبادرة الخليجية منذ الإعلان عنها في ابريل 2011 بل وذهبوا إلى أكثر من ذلك عندما أعلنوا وفاتها وشيعوا جنازتها ودفنوها في المقابر, ولشباب الثورة أسبابهم الموضوعية لهذا الرفض ويبدو أن الشباب قد استقوا هذا الرفض من معرفتهم الأكيدة بهذا النظام الفاسد وعلى رأسه علي صالح الذي لم يُقدم على توقيع المبادرة إلا هروباً من عقوبات مجلس الأمن ويعرفون أيضاً بأن هذا الرجل لم يقدم في أي يوم من الأيام مصلحة الشعب على مصلحته ومصلحة حزبه.
و شباب الثورة مع رفضهم لهذه المبادرة إلا أنهم لم يقفوا حاجزاً أمام قادة المشترك والمجلس الوطني أثناء تعاطيهم مع هذه المبادرة ولن يقفوا أيضاً في مواجهة مباشرة مع حكومة الوفاق الوطني كما يسمونها, وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن الشباب يمنحون هذه الحكومة تأيدهم بل على العكس تماماً, فالشباب يرون أن الشرعية الثورية هي الطريق الوحيد الكفيل بإخراج البلاد إلى بر الأمان, ذلك لان شباب الثورة على يقين من أن علي صالح لم ولن يسمح لهذه الحكومة بممارسة مهامها بصلاحيات مطلقة، فبعد أن عمل على تقييد آلية اتخاذ القرار في هذه الحكومة عبر آلية بن عمر فهاهو قد ظهر أمام العالم منذ للحظة الأولى لتوقيع المبادرة ليعلن أنه مش مهم التوقيع المهم النيات والشعب كل الشعب يرضخ تحت وطأة نوايا علي صالح منذ أكثر من 33 عاماً والتي لم تعد على الشعب إلا بالفقر والجهل والمرض والفساد، كما لا ننسى أنه قد أعلن أنه سيعمل على مساعدة الحكومة في أداء مهامها وهذا يعد أول خرق مباشر للمبادرة والاتفاق أعلن عنه علي صالح على مرأى ومسمع من العالم كله، وقبل أن تشكل الحكومة عاد علي صالح إلى صنعاء على خلاف ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، كما أقدم صالح على إصدار قرارات رئاسية وجه من خلالها رسالة إلى عصابته بالحرس الجمهوري والأمن المركزي والملتفين حوله من أصحاب المصالح يخبرهم فيها أنه مازال موجوداً وليقول لهم لا تقلقون مازال الأمر بيدي امنع وأعطي, آمر وأنهي، احيي وأميت، أما جمال بن عمر فقد فأجأنا حين قال ضمنياً في رده على سؤال لقناة الجزيرة مساء الأثنين28/11 أن هذه القرارات التي يصدرها صالح هي من ضمن صلاحيات صالح الذي سبق وأعلن في المبادرة أنه فوض كافة صلاحياته لنائبه عبد ربه منصور هادي ولكن يبدو أن تحت السواهي دواهي والله يستر.
والسؤال هنا: كيف ستتمكن المعارضة من أداء مهامها في قيادة حكومة الوفاق إلى الخروج بالبلاد من العقاب المفروض على كافة أبناء الشعب اليمني وتحسين الوضع الأمني والوضع الاقتصادي والاجتماعي على السواء وعلي صالح مازال متواجداً في قصر النهدين يأمر وينهي وما زالت أداة القتل والقمع والتدمير المتمثلة بالحرس الجمهوري والأمن المركزي تأتمر بأمره!!؟.
-هل يعي جمال بن عمر ماذا يعني بقاء صالح في البلاد وهل يعلم سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مدى الخطورة التي يشكلها بقاء هذا الشخص في قصر النهدين على عملية انتقال السلطة وعلى السلم في اليمن, ألم يروا بأم أعينهم عمليات القتل والقمع التي مورست ضد المعتصمين سلمياً، ألم يشاهدوا إقدامه وإقدام عصابته على قتل النساء والأطفال وقصف وتدمير الأحياء والقرى الآمنة، ألم يلمسوا فداحة العقاب الجماعي الذي فرضه هذا الظالم على أبناء الشعب اليمني, إذا كانوا قد راو وشاهدوا وسمعوا ولمسوا، فعلى ما يراهنون إذاً، هل يعتقدون أن مثل هذا الشخص يمكن أن يندم ويألم ويتوب و....، أم أنهم يرغبون من خلال الإبقاء على هذا النظام في قصر النهدين أن يشاهدوا المزيد من القتل والقمع والدمار والتجويع والإذلال, وهناك مثل يقول (يموت الزمار وأصابعه تلعب).
وأود هنا أن أذكر الجميع بأنه لا المعارضة ولا سفراء الدول دائمة العضوية ولا الأمم المتحدة استطاعوا أن يحققوا أي تقدم على الأرض رغم 112 يوماً غاب فيها صالح عن البلاد وذلك بسبب ترسانة الأسلحة التي يتحكم بها الحرس الجمهوري والأمن المركزي الذين لا زالوا تحت قيادة أبنائه وأبناء أخيه ورجاله المقربين.
sohmb@hotmail.com
صلاح نعمان
مالكم كيف تحكمون 2135