لاشك أن صدور القرار الأممي بإجماع الدول الدائمة العضوية والدول الأعضاء في الدورة الحالية لمجلس الأمن الدولي يعد نقطة تحول واضحة في الموقف الدولي بشكل عام والموقف الأميركي بشكل خاص, إذ عبر البيت الأبيض الأميركي من خلال التصويت لصالح القرار الأممي، التخلي عن الصديق القديم في اليمن علي صالح, ومن جانب آخر يعتبر تصويت البيت الأبيض لصالح القرار بمثابة دعم للصديق الجديد في اليمن (شباب الثورة), كما يعد استقبال وزيرة الخارجية الأميركية للقيادية في الثورة الشبابية الأستاذة/ توكل كرمان دليلاً آخر على التوجه الجديد للبيت الأبيض الأميركي في دعم شباب الثورة الباحثين عن العدالة والحرية والمساواة, وبالتالي يعد تفهماً واضحاً لأهداف الشباب في إسقاط نظام صالح وحقهم في بناء دولة مدنية حديثة.
ولا شك بأن هذا الموقف الأميركي بالإضافة إلى الضغوط المباشرة وغير المباشرة التي يمارسها البيت الأبيض على نظام صالح قد أضعف موقف علي صالح كثيراً, ونظراً لإحساس صالح أنه بدأ يفقد تأييد المقربين والملتفين حوله من أصحاب المصالح ومن بعض قيادات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والجنود, نتيجة لفقدانه الداعم الرئيسي لحكمه والمتمثل بالولايات المتحدة الأميركية، ظهر علي صالح على شاشات التلفزة عبر المقابلة التي أجرتها معه قناة (فرانس24) في محاولة يائسة لتطمين مناصريه بأنه ما زال يحظى بدعم من الصديق الأميركي, وراح صالح في المقابلة يمارس هوايته المفضلة التي مارسها على الشعب طوال فترة حكمه وقد بدا ذلك واضحاً في حديثة عن دور الولايات المتحدة تجاهه والذي عبر عنه صالح بالإيجابي .
فلاشك من أن الخطاب المبني على الكذب والتضليل, والذي يحتوي على مفاهيم ساخرة من الشعب ومستهينة بقدراته الفكرية لم يعد يجدي مع الشعب اليمني الذي أبدى خلال الفترة الماضية تفهماً كبيراً وإدراكاً واسعاً لواقع الحال ولِمجريات الأحداث الثورية والسياسية في البلاد, إلا أنه من المؤُسف جداً أن هنالك من لا يزال ينزل هذا الشعب العظيم منزلة الأهبل والمغفل الذي لا يعي ولا يفهم .
إن شباب الثورة اليوم يطالبون البيت الأبيض بممارسة المزيد من الضغوط, وفرض العقوبات الرادعة لهذا النظام الذي يبدو واضحاً من خلال ما يرتكبه من جرائم وانتهاكات واضحة لحقوق الإنسان أنه مستعد للتضحية بالشعب من أجل البقاء في السلطة, ويرى شباب الثورة أن خروج علي صالح من القصر الجمهوري لم يعد مطلباً شبابياً وحسب, بل إنه قد أصبح مطلباً شعبياً وضرورة حتمية للخروج بالبلاد من شفا كارثة إنسانية وضمانة مستقبل أفضل للإنسان اليمني, كما يرى الشباب أن تجميد أموال علي صالح وأفراد عائلته (مليارات الدولارات) يعد مصلحة مشتركة بين الداخل اليمني والخارج وعلى رأسه الولايات المتحدة لضمان الأمن والسلامة للجميع .
لحن الثورة:
إرحل..
فلست وحدي من يموت
إرحل..
فحمامة الدار تموت
وأحمد الجار الصديق يموت
والورد والأزهار والأشجار
من حولي تموت
والأغنيات واللحن والقصيد
وعقارب الساعة تموت
sohmb@hotmail.com
صلاح نعمان
أميركا تنظر في عيون الصديق اليمني الجديد 2038