الحقد يفقد صاحبه بصيرته ويؤدي به إلى ارتكاب أفعال حمقاء وخرقاء لا يأتي بها إلا مجنون فقد عقله أو سفيه لا أخلاق له ولا يملك قيم أو مبادئ ولا يحترم القوانين ولا العادات والتقاليد ولا العرف، ولعل القصف الهمجي الذي تعرضت له مدينة تعز يومي الخميس والجمعة، وطال العباد في المساجد، والجرحى والمرضى في المستشفيات، والأمنيين في المنازل، والعاملين في المحلات، والمعتصمين في الساحات وقتل فيه الأطفال والنساء والشباب والشيوخ وجرح فيه من جرح لا يعد بالعمل الإجرامي فقط لأن هنالك من المجرمين من يملك مبادئ ويحترم العادات والتقاليد وينوء بنفسه عن قتل النساء لأن قتل النساء في عاداتنا وتقاليدنا يعتبر عيباً أسود وسفهاً وعاراً يلطخ فاعله ويخزي أهله وقبيلته، كما أن المستشفيات تعد من الأماكن المحايدة ويجرم المعتدي عليها في كل قوانين العالم وفي كل الحروب فلا يقدم على قصف المستشفيات إلا مهزوم فقد كل شي حتى عقله، لذلك يعد ما تعرضت له مدينة تعز عملاً أجرامياً إرهابياً جباناً عمد إليه النظام للانتقام من تعز المكان والإنسان، أراد أن يفرغ حقدة البغيض على ثوار تعز شرارة الثورة وحاملي شعلتها، أراد أن يزعزع ثبات ثوارها ولكن ثباتهم لن يتزعزع، أراد أن يمزق وحدتهم ولكن وحدتهم لن تتمزق، أراد أن يركع صبر ولكن صبر شامخ لن يركع، أراد أن يسلبها ابتسامتها ويمحو نهارها المشرق بالحرية والكرامة.

لكنها تعز شعاعها لا ينطفيء، ونهارها لا ينمحي، أبية لا تنحني، أطفالها أحرار، شبابها أحرار، شيوخها أحرار.

تعز.. أيتها الفجر المنبثق من عتمة ليل قاتم، أيتها الضمير الذي تكالب عليه الأشرار وأعداء السلام، تعز إنا جميعاً نعتذر إليك إذ كنتِ هدفاً لطيش مغامر أرعن، وكنتِ غرضاً لنظام على شفى الموت يحاول أن يشبع رغبات اللحظة الأخيرة عبر الإمعان في القتل والتدمير.

أيها الناس:في تعز وباسم الشرعية تقتل النساء والأطفال وتزهق الأرواح، وباسم الشرعية يأتون على الحرث والنسل دون رادع من دين أو وازع من ضمير باسم الشرعية يأتون على كل شي جميل في البلاد، يأتون على تعز فيخربون ويدمرون ويقتلون ويحرقون وينهبون كل ما تقع عليه أيديهم، لكنها تعز تأبى أن تموت...

تعز مدينة الحب والسلام والوئام، شموخ يناطح الغيم ويتحدى زمن الاندثار.

لحن الثورة:

 أتيتك (تعز) أطوي المدى

أتيتك أدفعَ عنكِ العدا

وجدتُكِ رغمَ الذين بغوا

وما عاثوا فيكِ وما أُفسدا

تفوحين حب.. .

وقد أصلح الحب ما أُفسدا

(تعز) أنتي لحن جميل

به ذابَ قلبي واستُشهدا

حضوركِ فينا بمجرى الدمِ

رغمَ المسافاتِ رغمَ المدى

لا بعدَ عنكِ لا اغتراب

فأنتِ النهايةُ والمبتدأ

                     sohmb@hotmail.com