في زمن ألا عقل.. زمن (البلاطجة) ومصاصي الدماء.. زمن (الممنوع المرغوب) سعت وزارة الشباب والرياضة بقيادة عارف الزوكا إلى دحرجة الرؤوس بدلا من الكرات إلى حافة الهاوية وبكل وقار ليتفنن أحمد العيسي رئيس اتحاد كرة القدم وصاحب فرقة (حسب الله) ليقوم بأداء أدوار (الساحر).. (شبيك لبيك)، تنفيذا لرغبات الوزير.. والاثنان يمدحان (كبيرهما) وينفذان التعليمات لأجل (زبط) الكرات في ملاعب خاوية، هجرها عشاقها وتركوها لأصحاب الكروش الغليظة، والباحثين عن الفيد، ومن يسعون لنيل مكرمة رضا السلطان والإمام (أحمد)!!.
أية رياضة تمارس؟!.. وأي نشاط يجري؟!.. الوطن في حالة غيبوبة قادها باقتدار حكامه إلى حافة (المقبرة)!!.. شباب في عمر الزهور يقتلون، ساحات تعتصم لتوقف شريان الحياة في المدن الرئيسة الكبرى، وتحول الناس إلى طوابير مطبرة، استجداءً لتلبية حاجاتهم من الوقود والمشتقات المختلفة، وتحول الوطن إلى كابوس كبير (شيّب) طفله قبل (شيخه)!!.
أية رياضة هذه من يدعو إليها الزوكا والعيسي؟!.. هذه ليست مباريات تنافسية، هذه تحديات واستعراض عضلات، يمارسها (القتلة) على ضعاف النفوس، ممن لا حول لهم ولا قوة، سوى الإذعان للأوامر، حتى ولو كانت مخالفة لضمائرهم.. آآآآآآآآه نسيت أن ضميرهم المال!.
بالأمس أصيبت الرياضة بالشلل، جراء الأحداث العاصفة التي هبت على الوطن، واختلطت الأوراق في وقت (رياضيا) كان التلال متمسكا بحبل صدارة الدوري العام لكرة القدم، وفجأة هلت التجاوزات والإيقافات وقرارات الهبوط، لتصحو جماهير التلال على كابوس مزعج، يتمثل في ذهاب البطولة وذهبها إلى فريق (الأمن المركزي) البطل الفعلي للتنافسات غير الشريفة خارج الميدان، وهم يصوبون رصاصاتهم صوب جماجم الشباب، من هذه الناحية هم فعلا أبطال المسابقة، ويستحقون ذهبها مناصفة مع أفراد الحرس الجمهوري!!.
جلاوزة النظام (أشتروا) بعض الأندية في سوق (النخاسة) بثمن بخس، ودعوهم عنوة للمشاركة في مسرحية هزلية لاستكمال ما تبقى من مباريات دوري المظاليم، وانتهت الطبخة (المقززة) ولم يأكل منها سوى أصحاب الأفواه النتنة، كحال من دعا إليها.
الوطن ليس بخير، مهما أقمتم المسابقات الرياضية المفضوحة، ومهما (اشتريتم) الإمعات، ومهما فعلتم، تظل الحقيقة ناصعة البياض في كبد السماء، وتظل الوجوه (القبيحة) كالحة ولو أتوا لها بـ(أكوام) مستحضرات التجميل!.