ما يجري في اليمن شأن يهم داخله بقدر ما يهم محيطه وفضاءه العربي والإسلامي، وبقدر ما تزداد تأزمات اليمن بقدر ما ترتفع وتيرة الإشفاق عليه من المآلات التي لا يمكن إدراك أبعاد خطورتها بعد ذلك، إذ يكون قد فات الأوان على أي نوع من المعالجات أو استباق النتائج التي ستكون كارثية.
وحتى يتجنب اليمن المحن والآلام ويسوده الاستقرار وهو- ما يتمناه له الجميع - يستوجب من أطراف الأزمة هناك النظر بعين الحكمة والعقل والتبصر والوطنية لكل تحرك أو إجراء على الأرض لأن المتضررين هم اليمنيون بكافة نحلهم وتوجهاتهم.
لقد طال أمد الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة حول مسألة نقل السلطة والتي وضعت المبادرة الخليجية لها كافة عناصر الحل من أجل الخروج بالبلاد إلى مرافئ الاستقرار والذي سينعكس بالإيجاب على محيطه المشترك ويعر ف الجميع ذلك.
والمطلوب من الجميع الآن تنزيل المبادرة من كتابات على الورق إلى أرض الواقع بتفعيلها وتنفيذ بنود نقل السلطة حتى تستقر الأوضاع وتنطلق عجلة التنمية والنماء والازدهار.
والتوقيع يعنى أن تبادر كافة الأطياف بإعطاء تنازلات هنا وهناك لتسهيل الحل وإيقاف سفك الدماء وهو مطلب ملح وله أولوية قصوى في هذه اللحظات.
إن حل الأزمة الراهنة في اليمن بأيدى اليمنيين أنفسهم ومصير بلادهم مناط بهم وأي تصعيد في الاتجاه الخطأ الذي لا يقود لإشاعة السلام والطمأنينة يتحملون نتائجه الآنية والمستقبلية لذا على الفرقاء قطع الطريق أمام « المتربحين»بفرقتهم والمستثمرين والمستغلين لآلامهم من أجل مصالح ضيقة أو أجندة خارجية.ولا يخفى على أحد أن القاعدة تستغل الآن ما يجري في اليمن لكي تتمدد وتنشر شرها وفتنها لذا لا بد من التحسب لذلك ووضعه في الحسبان وإدراك أن اليمن قد يتحول إلى صومال آخر إذا لم يحسن أهله التعامل مع مسألتهم وتوقيع مبادرة نقل السلطة لتوطيد الأمن والسلم الأهلي وهذا ما يريده الجميع حتى يعود اليمن سعيداً كما كان.
المدينة السعودية