"من العايدين بدون زين العابدين, وعيد مبارك بدون حسني مبارك, وعيد كافي وافي بدون معمر القذافي, وعساكم من عوادة بدون صالح وأولاده "..كانت تلك هي إحدى التهاني العيدية التي تلقاها معاذ الصوفي يوم أمس الأول عبر تلفونه النقال.
في ذات الوقت كانت هناك رسالة أخر تشق طريقها إلى موبايل محمد قاسم جاء فيها:"سلام على الشهداء والجرحى والمعتقلين والصامدين في انتظار عيداً أجمل، سنحتفل به عما قريب".
يبدو أن فرحة اليمنيين بعيد الأضحى لم تكتمل بعد، فالتهاني العيدية التي لم تخلو حروفها من الثورة وأحلام الثوار كانت تنشد النصر لشبابها التواقين للحرية ولليمن الجديد.
إن الزخم الثوري الذي تمر به البلاد منذ تسعة أشهر لم يشتت أذهان اليمنيين عن فرحة العيد، فالثورة بدأت حاضرة أثناء ممارستهم لطقوسهم العيدية كما هو الحال مع أسلوبهم الحديث جداً في تهنئة أقاربهم وأصدقائهم عبر رسائل الــSMS.
معظم تلك الرسائل كانت تتناول الثورة بشكل لم يخل من روح الفكاهة من مصير الرؤوساء الدكتاتوريين الذين انتهت صلاحيتهم عند شعوبهم.
خلال العقد الأخير جرت العادة في أوساط اليمنيين أن يتم تبادل التهاني والتبريكات عن طريق رسائل الموبايل, ويتم فيها انتقاء أفضل الأقوال والعبارات لإرسالها إلى من يُراد تهنئتهم, لكن هذا العام اختلفت أماني ودعوات المهنئين عن الأعوام السابقة، فغدت التهاني تحلم بالنهوض بالوطن أرضاً وإنساناً وبقيم الحرية والعدالة.
من المثير جداً القول بأن الثورة وحدها من خلقت في نفوس اليمنيين الانتماء لوطنهم، وغيرت من قناعاهم ونظراتهم تجاه ترابها الغالي، وربطت مصير الصعداوي بالمهري والمأربي بالتعزي، وقادت كل اليمنيين نحو يمننة تهانيهم العيدية ونقلها من الأماني والأحلام الفردية إلى الجماعية.
لعل ذلك هو ما دفع المشتركين في خطوط الهاتف النقال لشراء كروت التعبئة عشية عيد الأضحى من أجل بث أحلامهم بغد أفضل تنعم فيه اليمن واليمنيون بالدولة المدنية الحديثة.
كانت تلك الرسالة مثيرة للغاية والتي تلقاها سعد الصنعاني من صديق فرقت الأيام بينهما.." من أجل ثورتنا ولكي نبني معاً يمن الغد..أعف عني "، يقول سعد: لقد أبكتني رسالته، وعلى الفور ذهبت إلى منزل صديقي وسامحته بعد أن رفضت ذلك قبل عشر سنوات".
مظاهر العيد أيضاً حملت معها بسمة الأطفال وألعابهم التي لا تفارقهم, وزيارة الأقارب التي أصبحت من الأوليات الواجب أداءها يوم العيد, لكن العيد أيضاً حمل معه العديد من القذائف التي أمطرت تعز وأرحب كنوع من التهنئة التي يبعثها النظام لهذا الشعب بمناسبة العيد ونظير حكمه لهم لما يزيد عن 33 عاماً.
في خضم ذلك امتنع بعض الثوّار عن بعث التهاني إلى أصدقائهم وذلك من أجل المعتقلين الذين يرزحون في سجون مظلمة، لا أحد يعرف عنهم شيئاً كما يقول مراد السعيدي عن الصحفي/ عبد الكريم ثعيل وأخوه بسام وحمير المقبلي الذين أخطفتهم أجهزة الأمن القومي ولم يعرف أحد عنهم شيئاً حتى الآن.
