إن بقايا الجيل القديم ينافقون السلطة ويزعمون أمامها أن الاعلام القديم هو الحق وعين الصواب ولأن الجيل الجديد جاء في وجود الإعلام العميل بوسائله العميلة للأجنبي مما شجع أعوان النظام في صنعاء ودمشق على تسخير المال لكسب مؤيدين للنظام وبقوت الشعب اليومي السوري واليمني وهكذا هو الحال // العدادة بتحسب والساعة بخمسة جنيه//.
وعندما تطالب جماهير الثورة اليمنية مجلس الأمن الدولي بمحاكمة علي صالح فإنها لا تبالغ بذلك وليس من باب الشطحة الإعلامية تأتي هذه المطالبة على الخلاص من نظام يمني فاق كل الأنظمة في العالم من حيث عجزه واستبداده وتآكله وفوق ذلك طغيانه ضد الشعب اليمني كلما شعر بانقراضه المحتوم مع مرور الأيام بعد ان فقد إنسانيته وفعالياته في ضبط الأمن حتى في الأحياء المحيطة بالنظام في العاصمة صنعاء.
وفي غضون هذه التطورات في اليمن هناك مؤشرات جديدة خلال اليومين الماضيين على الساحة اليمنية أبرز هذه التطورات الهدوء غير المعتاد بين أنصار النظام ومسيرات الاعتصامات التي أخذت تمر بسلام وعلى الأخص قبل سفر نائب الرئيس للعلاج في أمريكا هذا السفر المفاجئ وغير المتوقع.
ولن نذهب بعيدا إذا قلنا إن سفر عبد ربه منصور هادي نائب علي صالح للعلاج في الخارج يأتي قبل تسلمه السلطة من علي صالح مما يجعلنا ندخل في تفسيرات ومغالطات علي صالح القديمة الجديدة والمعروفة عنه وهو الذي لن يتردد اذا ما طلب منه تسليم السلطة خلال المستقبل القريب ان يرد على ذلك بأنه على استعداد بعد عودة نائبه من العلاج وهكذا يواصل علي صالح لعبته القديمة الجديدة على كل الوساطات العربية والأجنبية.
ليست مبالغة إذا قلنا إن النظامين في اليمن وسورية يتلقيان دعما ماليا سخيا من دول إسلامية مع الأسف لها مصالح سياسية في بقاء الاستبداد بأنظمته غير المشروعة وغير القانونية منذ أكثر من 42 عاما في سورية وأكثر من 33 عاما في اليمن ولاستمرار هذه الأنظمة الاستبدادية فإن النظامين في دمشق وصنعاء يتلقيان مبالغ مالية ضخمة لاستئجار المواطنين بالخروج الى الشارع لتأييد بقاء كل من نظام بشار الأسد ونظام علي صالح بغض النظر عما يعانيه الشعب في اليمن وسورية من ضنك العيش وبؤس الوضع.
المهم إذا كان ما يسمى بالربيع العربي قد نجح في تونس ومصر بأقل التكاليف فإن ثمن النجاح في ليبيا كان باهظا بشريا وإنسانيا وماليا .. بينما التكاليف في سورية واليمن كانت باهظة بشريا من حيث القتلى والجرحى وباهظة التكاليف ماليا وثمنه كان غاليا جدا وثقيلا جدا في اقتصاد سورية واليمن ومع الأسف دون نجاح بمعنى ان اليمن وسورية تكبدتا خسائر بشرية ومادية دون مقابل والسبب الرئيسي تدخل الأشقاء والجيران لمصالح تخصهم .
ونظرا لعدم شرعية النظامين السوري بقيادة بشار الأسد واليمني بقيادة علي صالح تحول الصراع في البلدين بين شعب مغلوب على أمره ونظام مدعوم من الخارج لمصلحة هذا الخارج وبثمن بخس يتقاضاه النظام غير المرغوب فيه والذي أصبح يلفظ أنفاسه الاخيرة بعد صراع منهك ضد الشعب الذي يقاتله من أجل فسخ زواج الإكراه المفروض على الشعبين منذ عشرات السنين.
وإذا ما عرجنا على الشعب الليبي وما عاناه من مآسٍ خلال الشهور الماضية من حرب طاحنة وطاغية بين الشعب والقذافي نجد ان تلك الحرب كانت تواقة الى الانتقام قبل الانتصار بمعنى ان تصرف القذافي كان جائرا ومتغطرسا عندما كان ينعت شعبه بالجرذان ويعلم الله لو انه انتصر ماذا كان سيفعل بالشعب الليبي وعندما انتصر الشعب على القذافي قيل إن الاستعجال في قتله كان بهدف إبعاده عن الاشخاص الحاقدين عليه والذين كانوا لن يتورعوا عن عمل أي شيء في جثته.
المهم نستطيع القول إن ليبيا أنجزت مشوارها في طريق متطلبات ثورة / الربيع العربي / ولكنها دفعت ثمناً باهظا سيظل تأثيره السلبي ينزف لفترة طويلة من ثروات الشعب الليبي الضخمة وسوف تحتاج عمليات العلاج والترميم والبناء وتعويض الخسائر المالية الكثير من المال والزمن والصبر في الوقت الذي لا يزال موعد الإنجاز في صنعاء ودمشق غير معروف الموعد رغم نهاية الربيع العربي وقرب نهاية العام الذي جاء بهذا الربيع الكاسح.
الراية القطرية