أن تخرج المرأة في مصر وتونس تشارك أخيها الرجل جنباً إلى جنب في الثورة على مقارعة الظلم،والاستبداد والاستعباد، فهذا أمر طبيعي كون المجتمع المصري والمجتمع التونسي مجتمعاً متمدناً في غالبيته، كما أن المشرع المصري والمشرع التونسي قد أعطيا للمرأة مساحة كبيرة من الحرية أدت إلى خروج المرأة من البيت إلى سوق العمل، الأمر الذي أدى إلى تواجدها في شتى المؤسسات، وعلى شتى المنابر كلاعب أساسي في الحياة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، أما في بلادنا فيختلف وضع المرأة كثيراً عن وضعها في مصر وتونس كون المجتمع اليمني مجتمعاً محافظاً تحكمه العادات والتقاليد التي تأتي في معظمها مقيدة لحرية المرأة، وعلى الرغم من وجود رموز نسائية في الحياة السياسية، والاقتصادية، والثقافية إلا أنها تعتبر حالات نادرة مقارنة مع مصر وتونس.
لقد شكل انطلاق ثورة 11 فبراير تحولاً محورياً في حياة المرأة اليمنية، فلقد كانت المرأة اليمنية بحق مفاجأة هذه الثورة، حيث سجلت تواجدها منذ الأيام الأولى لهذه الثورة في ساحات الاعتصام، والمسيرات السلمية المطالبة برحيل النظام، وأثناء التصعيد الثوري جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل كشريك أساسي في هذه الثورة، فلقد رأيناها تعتلي المنصات تهتف وتلقي الخطابات الثورية، رأيناها تقود المسيرات، رأيناها تسطر أروع صفحات النضال بصمودها أمام آلة القتل والقمع، رأينا تحديها لمدرعات المياه المتسخة التي ترشها عليها عصابة النظام، رأينا ثباتها وإصرارهاً، فهي لم تتراجع منذ أكثر من ثمانية أشهر, ولم تتوانى عن المشاركة اليومية في النضال.
المرأة اليمنية عندما خرجت إلى الشارع لم تخرج ثائرة على الظلم والاستبداد والاستعباد فقط ولكنها أيضا خرجت تحمل دافعاً إضافياً خرجت ثائرة على القيود التي فرضت عليها، القيود التي سلبتها حريتها وكرامتها وحقها في عيش حياة كريمة، القيود التي كرسها الجهل الذي يعيشه اغلب الشعب اليمني جراء السياسات الحمقى للنظام المستبد.
أن الثائرات اليمنيات بصمودهن، وثباتهن، ومواصلة نضالهن جنباً إلى جنب مع أخوانهن الرجال، يكن قد فتح أبواب الحرية المغلقة في وجوههن منذ عقود، بل أبواب الحرية لكل نساء اليمن، حيث أوصلن رسالة صريحة إلى أهلهن، وبيئتهن، وكافة أبناء الشعب والعالم، بأنهن مصممات على المضي بالثورة حتى تحقق كافة أهدافها من اجل أن ينعمن بحياة هواؤها الحرية، وسماؤها الكرامة في ظل يمن جديد، ومستقبل مشرق.
*لحن الثورة :
يوم 11 من فبراير
خرج الشعب اليمني ثائر
هتف الشعب بصوت واحد
يسقط نظام الحكم الجائر
أحد القيادات الشبابية المستقلة –ساحة الحرية -تعز
صلاح نعمان
المرأة اليمنية تفجر ثورتين 2231