منذ بداية الثورة وربما من قبلها ونحن نسمع عن اختطاف فلان أو اختطاف فلانة لأسباب بلا شك سياسية بحتة... أما اليوم فبات الإختطاف وجبة مُشبعة لضعفاء النفوس لإثارة البلابل وتصفية الحسابات "عيني عينك" بل وتوسعت دائرة الخطف لتشمل أشخاصاً دون وجه حق وسبب مقنع لإختطافهم...
الزميلان هيثم عبد الله المحيا ومحمد علي الحاضري من عامة الشعب ويعملان موزعين لصحيفة مستقلة في كل من تعز وصنعاء بالترتيب ودون سبب سمعنا عن اختطافهما من قبل الحرس الجمهوري (الفاضي) فقط لعمليات الإختطاف وزراعة الموت ومصادرة كل ما بحوزتهما، فهل أصبح الخطف موضة يا من تقفون وراء سلب الناس حقوقهم وقطع أرزاقهم؟!
زمان كانت جارتنا المُسنة تدعو على حفيدها (خطفوك الجن) وها هي اليوم تستبدلها بـ (خطفوك الحرس الجمهوري ) على أساس بأنه ليس هناك فرق بين الجن والحرس الجمهوري!!.
ومن ثِم بأي عقلية وضمير أن وجد يفكرون هؤلاء حينما يقدمون على إخفاء أظافرهم وغرزها في لقمة عيش البشر !!
هؤلاء أناس يجرون خلف لقمة عيش نظيفة وخالية من رائحة الدم التي تلطخت بها أناملكم يا عشّاق الدم وليسو بتجار حرب أو قاده يجب تصفيتهم حتى تختطفوهم!!
من جهة أخرى وحتى نكون منصفين الإختطاف بحد ذاته جريمة ولغة لا يتعامل بها إلا الضعفاء وأسلوب قذر يُقدم عليه إلا ذو الرؤى الخبيثة ومخلفات الفِكر الرجعي المتحجر وكنتائج تُرسبها عمليات الإختطاف في البلاد هي إحكام إغلاق بقية منافذ الأمن التي ما زال الراشدون القله يلهثون نحو فتحها ليعود وطننا إلى جو الطمأنينة..
أما عن ردود الفعل حول اختطاف الحاضري والمحيا فكانت فقط لمن يهمهم الأمر فقط، أما البقية فلم يعد يهتموا كثيراً إذا ما سمعوا أن فلان (البسيط) أُختطف في حين تجدهم يقومون الدنيا ويقعدوها على أسماء لرؤوس كبيرة وكأن هؤلاء من بلاد الواق واق !!
لماذا لا تتحرك مساعينا جميعاً للمطالبة بالإفراج عن كل معتقل ومختطف دون وجه حق حتى لا تُرتكب جرائم إنسانية أكبر بحق إنسانيتنا المبتورة..
وليفهم الخطفه أن الحرية للجميع ولا يحق لأي كائن كان أن يصادرها تحت أي ظرف..
الحرية للمختطفين والذل لمن صادرونا حقنا بالحرية...
أحلام المقالح
الحرية لموزعي "أخبار اليوم" 1969